الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«كزنتزاكس».. رقصة الحياة والموت

كان الكاتب اليوناني «نيكوس كزنتزاكس» يشير دوماً لمبدعين تأثر بهم من عصره، أهمهم نيتشه، لكنه كان يشير دوماً لزوربا الذي التقاه على السواحل الجنوبية لليونان في منطقة تسمى «البلوبونيز»، التي حملت اسمه بعد ذلك رواية «زوربا»، ومع كل صفحة كنت أقرأها، كان يُغرق الحبر الورق فيتحول كائنات لا تبرح المخيلة، وأحداثاً تسكن الذاكرة.

كزنتازاكس، الذي تعلم من كل ما يحيط، قال: «لقد تعلمتُ من زوربا حب الحياة»، وتجلى هذا الحب في دعوته للسلام، التي كوفئ عليها بجائزة من مجلس السلم العالمي.

ورغم كل الحياة الصاخبة حول مبدعنا، إلا أن عقله حاول أن يتغلب على كل ذلك الصخب، ومهما حاول كزنتزاكس كبح جماحه، فإن القلب فرس جموح تمرد على الحياة والموت اللذين أبحر في فلسفتهما.


كزنتزاكس الذي كتبت عنه هيلين زوجته ما يعتبر مرجعاً موثقاً عن سلوكه وصفاته، قيل عنه أنه لم يكن يحب النساء، وقدم من خلال كتاباته نماذج سلبية عنهن، لكن هيلين لا توافقهم وأوردت قوله في كتابه تقرير الجريكو، ما ينفي تلك الاتهامات: «إن كل ما هو خير في حياتي منحتني إياه النساء».


عُرف عن كزنتزاكس أنه لا يغضب أبداً، وبرغم الفقر الذي كان يعيشه كان يردد «حين تكون بصحبة رفيق جيد، فإن الفقر والجوع لا يعنيان شيئاً»، كما تخلَّى عن المظاهر الخادعة، وحين مات وجدوا التاريخ الحقيقي لميلاده مكتوباً خلف لوحة في المنزل، وعنه قال ألبير كامو بعد حصوله على جائزة نوبل: «إن كزنتزاكس يستحقها مئة مرة أكثر مني».