الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أبحاث الدراسات.. والإبداع الأدبي

لطالما تساءلت عن طرق يمرر من خلالها باحث الدراسات العُليا خلاصة تجربته بصورة إبداعية، إلى جانب البحث العلمي بصيغته المتعارف عليها، وذلك لإيصال المعرفة إلى شرائح مختلفة من الناس، خاصة أولئك الذين لا يملكون الوقت لقراءة الأبحاث والملخصات الأكاديمية، لكن قد يقتطعون بضع دقائق لمشاهدة فيلم يلخّص بحثاً، أو قصيدة تتحدث عن موضوع بحث آخر.

أعتقد أننا لن نستغرب بعدها الربط بين مبدعين في الأدب والموسيقى وبين تخصصات مثل الطب أو الفضاء أو التربية، وقد نكتشف مواهب دفينة لمن لا يحالفهم الحظ للتفرغ لمواهبهم بسبب مشاغل الحياة.

حين بحثت في الإنترنت وجدتُ أن هذا النمط موجود كمبادرة شخصية من الطالب نفسه، وليس كنشاط ثانوي يمكن أن تشجّع عليه الجامعات، فمن أستراليا، حصلت آن هاريس مثلاً، على درجة الدكتوراه في التعليم عام 2010، وقدّمت إلى جانب أطروحتها سبعة أفلام فيديو عن التجربة التعليمية للاجئات السودانيات في أستراليا.


وحصل نيك سوسانيس على درجة الدكتوراه عام 2014 في التعليم من جامعة كولومبيا، عن أهمية التفكير البصري في التدريس، فقدّم أطروحته في 132 صفحة على شكل رواية مرسومة بالكامل بعنوان Unflattering، والتي نشرتها جامعة هارفرد.


وفي الرياضيات حصلت بايبر هارون على درجة الدكتوراه عام 2016 عن بحث بعنوان «الرياضي المتحرر» - من الرياضيات - والذي خصّص في كل فصل من فصول دراسته باستعراض مقاطع من روايات وبعض النكات.

قد يبدو هذا المسار غريباً وغير متناغم مع ما يمثله البحث العلمي من رصانة وجدة، لكن يبقى السؤال: إذا كان المضمون واحداً، فلمَ لا يتم التنويع في الطرح لضمان وصول المعرفة إلى كل الناس؟