السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«نوادر إدارية».. جدارية الإبداع الجماعي

ليس لإبداعات أصحاب الفكر المتفرد حدوداً ولا سدوداً، «نوادر إدارية»، لمؤلفه د. راسل قاسم، كتاب ماتع وثري بفكرة استثنائية، تأسرك قصصه ونوادره التي شارك بكتابتها 82 مؤلفا من 15 دولة، رسموا بأناملهم أكثر من 100 قصة تلخص تجاربهم مع مواقف وطرائف نادرة عايشوها خلال مسيرتهم المهنية.

صاحب مبادرة الكتاب هو أحد عرّابي الفكر الإداري الشغوفين بالابتكار والتميز المؤسسي، وصاحب رؤية علمية مقرونة بقيم حياتية تستحضرها مساهماته وكتاباته وبحثه الدؤوب عن الأفضل في سفر التميز.

تأتي استثنائية الكتاب في الفكرة الإبداعية للكاتب بتحفيز 82 شخصا من مختلف الأعمار والدرجات العلمية والوظيفية بكتابة تجربة نادرة علقت بأذهانهم خلال مسيرتهم العملية، وفي استجابة هؤلاء الناس لمشروعه ليصبح كل واحد منهم مؤلفاً جديداً بين دفتي هذا الكتاب، ويحقق الكتاب واقعية غير معهودة في مجتمعاتنا، تجاوزت في طرحها الفريد وقصصها النادرة الخيال، فمن قصة العامل الذي تظاهر بأنه يبحث عن وظيفة لدى من يعمل لديه، واتصل هاتفيا ليتأكد من رضا رئيسه عن أدائه، إلى مقابلة العمل التي تم فيها تقييم الحذاء قبل الفكر والجدارة، إلى غيره من قصص تجعلك أسيرها حتى منتهاها.

الكتاب أقرب إلى بوح دافئ بلغة بسيطة غير متكلفة، صاغه كُتّاب هم شهود وأبطال الإنجازات والخيبات والتأملات، رسموا لوحاته بمداد المكنون الإداري المهني إلى المعلوم المعرفي الذي يلهم القادة نحو التطوير والتحسين باستغلال تلك المنصة المعرفية التشاركية التفاعلية، لنكون نحن القراء على موعد غير مسبوق مع المواقف والطرائف والغرائب التي تُثري حياتنا، وتضيف إلى خبراتنا، ونكتشف من خلالها عوالم جديدة في الحياة المهنية.

أجمل ما يزين قصص الكتاب هي تلك الحكم والمقولات للمشاهير والمفكرين التي تتصدر كل موقف، ويكفي أن تجمع كلمات تلك المقولات لتكون أمام نبع متدفق بالحكمة الإنسانية على لسان ابن المقفع، وجبران خليل جبران، والإمام الشافعي، وأرسطو، وبرنارد شو، وأحمد شوقي وغيرهم، اجتمعوا على قيم الحق والجمال والمحبة والفضائل والحلم والإرادة، ليشكلوا عناقيد الفكر الإنساني من وحي التجارب والمواقف الملهمة، حَرص الكاتب أن يكون هذا المؤلف الجماعي استثنائيا حتى في مقصده بتخصيص دخل الكتاب لمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان، لتجتمع ثنائية الإبداع والإحسان؛ شكراً لكل أصحاب النوادر في هذا السفر الاستثنائي، وهنيئا للباحثين عن منصة إلهام بواقعية الحال.