السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الفيلسوف.. والدور الحقيقي

«لقد حرّرتني الفلسفة من سطوة الأهواء الحزينة، وغرائز الانحطاط، ودوافع الموت، ومن مُجمل أمراض الكينونة، وبالتالي منحتني القدرة على النمو والحياة».. هكذا لخّص الباحث والمفكر المغربي سعيد ناشيد فائدة وثمرة قراءاته وبحوثه في الفلسفة لسنوات طويلة.
قد يتبادر لأذهان كثير من الناس أنّ الدور الرئيسي المنوط بالفيلسوف هو القيام وحده بتغيير جذري وحقيقي لأفكار الناس، وبالتالي المجتمعات، وهذه الفكرة في الحقيقة مغلوطة وتفتقر إلى الدقة، فالدور الحقيقي للفيلسوف ليس القيام بإزالة فكرة ما في عقل الإنسان ووضع فكرة جديدة أخرى مكانها، بل إن دوره هو مساعدة الإنسان ومنحه الأدوات اللازمة للقيام بمراجعة أفكاره وقناعاته بطرق أكثر عقلانية ومنطقية ليتوصل إلى أفكار جديدة تمنحه القدرة على الحياة والتغيّر لما هو أفصل له ولمجتمعه، وإذا كان الإنسان يبحث عن حل فوري وسريع لمسائله، فعليه أن يبحث عن أقرب مشعوذ في مدينته، فوحدهم المشعوذون لديهم القدرة على إيجاد حلول وهمية لمشكلات وهموم الناس.
مثلما يقوم الطبيب بتحرير الجسد من أمراضه، يسعى الفيلسوف من جانبه إلى تخليص الروح من شرورها، هكذا ترى المفكرة الفرنسية «كلير كرينيون» الدور المنوط بالفيلسوف في المجتمع، فدوره لا يقل أهمية عن دور الطبيب، خاصة في زمن الأوبئة، فحين يكون دور الطبيب في هذا الزمن الصعب هو البحث عن علاج للوباء، يُصبح دور الفيلسوف الأهم هو مساعدة المجتمع على التعامل مع الأزمات وإعادة التفكير في نمط الحياة بعدها، وبالرغم من جميع التُهم والشكوك التي تُثار حول الفيلسوف، يبقى دوره لا غنى عنه للنهوض بفكر المجتمع.