الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

القيمة المادية للمنتج الثقافي

كنتُ قد مررت على تغريدة للكاتبة: ريم الكمالي، تُبدي فيها التعجّب من المؤسسات الثقافية والإعلامية التي توجّه دعواتها إلى المثقفين والأدباء للمشاركة في نقاش أو مناسبة، لكن يتم تجاهل مكافأتهم ماديّاً، خاصة أن المنتج الثقافي يستلزم جهداً في البحث والتحضير، وحضوره على الساحة يُعد تحصيل حاصل.

هناك وجهان للأمر، لا خطأ من تداولهما وطرحهما كخيارين ممكنين. فقد تكون مشاركة الأديب في المناسبات الثقافية والإعلامية العامة، خدمة تطوعية مجتمعية يقوم بها من باب المسؤولية والواجب، ومن ينتهج هذا النهج ويستمتع به كُثر.

بالمقابل، هناك من يتوقع مردوداً مادياً نظير مشاركاته، ويؤمن بأن الخدمة التي يقدّمها قد تتطلب جهداً إضافيّاً أو استقطاعاً من وقته الخاص، وهؤلاء يجب ألّا يُنظر إليهم باستنكار في حال صرّحوا برغبتهم في المكافآت المادية نظير خدماتهم، خاصة مع المؤسسات التي تصرف مبالغ كبيرة على المطربين وصُنّاع الترفيه.


لا ضرر من خلق بيئة تنافسية في المجال الثقافي تحفّز المشاركين على إثبات حضورهم أمام صُنّاع الترفيه، فيتحتّم على كل أديبٍ أن يصنع اسمه من خلال بضاعته الفكرية التي عليها أن تنافس البضاعة الفنية والترفيهية، وهذا عمل أصعب بلا شك، ويتطلب الكثير من التحضير والإبداع. فهناك من لا يضيف شيئاً في حضوره المكرور، بينما هناك من يخلق حضوراً جديداً في كل مرّة. ولا يستوي الأول بالثاني.


تبقى هناك شعرة رفيعة بين التسويق بمهارة، وبين الابتذال والتسطيح، وهذا ما يجب الحذر منه. فالغاية أن يكون الطلب أعلى من العرض في المنتج الثقافي الأدبي، ومتى ما حدث ذلك، يمكن للمثقّف الذي صنع اسمه أن يُقيِّم منتجه بكل ثقة.