الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

التواصل الاجتماعي.. واستغلال الأطفال

حققت سلطات الأمن المعنية مع إحدى (الفاشنستات) بعد إجبارها ابنها الصغير على ارتداء ملابس فتيات، وفي إحدى اللقطات التي كانت تجبره على الظهور فيها عبر حسابها أعلن الطفل رفضه للتصوير والسير كعارضي الأزياء، وقال إنه لا يريد أن يصير مشهوراً، لأن ذلك يعرضه للمضايقات من الآخرين، لكن الأم ضحكت ساخرة من كلامه!

الحديث طويل والدراسات تفيض في توصيف انتهاك خصوصيات الأطفال باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبينت المنظمات الدولية المعنية بحماية الطفولة خطورة كثير من الممارسات الإشهارية للأطفال، منها تداول صور الأطفال المعنفين والمتعرضين للجرائم، لأن ذلك من جهة يعيق الوصول للجناة، ومن جهة أخرى يدمر نفسيات الأطفال، لذلك تحذر المنظمات من إهمال الأطفال وترك الحرية المطلقة لهم للتوغل داخل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أدت كثير من مواقع الدردشة إلى تعرض كثير من الأطفال للاختطاف أو إدمان المخدرات.

لكن الظاهرة التي صارت تتفاقم في وسائل التواصل الاجتماعي هي استغلال الأطفال من قبل والديهم، فالبعض يستخدمهم في الأعمال الدعائية لترويج المنتجات المختلفة، سواء بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة عن طريق إقحام الطفل في مشاهد عديدة تجذب المشاهدين، والبعض الآخر، دون قصد سيئ، يحول الطفل إلى مادة إعلامية في حد ذاتها، وتصبح المادة كبيرة الرواج إذا كان الطفل جميلاً أو موهوباً، وهذه السلوكيات تنتقص من براءة الطفل لأنه يصبح معنيّاً بالآخرين، ومدركاً للشهرة التي صار يتمتع بها، كما أنها فعلاً قد تسبب له مضايقات أو تعرضه للاعتداءات.


وعلى مدى سنوات عديدة، مارست إحدى الأسر الفنية استغلالاً بشعاً في وسائل التواصل الاجتماعي بحق ابتنهم الفنانة وإخوتها، إذ أقحموهم في مشكلات الطلاق والنفقة، وخرج الأطفال في أحد البرامج يعترفون بزيارتهم الطبيب النفسي عدة مرات للعلاج من أزمات الخلاف بين الوالدين، ولا يزال (مسلسل) أطفال هذه الأسرة الفنية وسيلة انتقامية للمماحكات بين الوالدين دون اعتبار لحقوق هؤلاء الأطفال وخصوصياتهم، لذلك، لا بد من تطوير اللوائح والقوانين لحماية للطفولة بما يفرض على الوالدين ممارسة الدور الرقابي على أطفالهم في الاستخدام غير الآمن لشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.