الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

صحافة ليبيا.. تعثّر في زمن الخوف

أصبحت ممارسة الصحافة في ليبيا مغامرة محفوفة بالمخاطر في غياب التشريعات التي تحمي العمل الصحافي، ويرى أستاذ الإعلام بالجامعات الليبية الدكتور محمد الأصفر: «أن الظروف الأمنية والسياسية التي مرت وتمرُّ بها الدولة الليبية ضيّعت الدولة ومؤسساتها، وعلى رأسها الصحافة والإعلام».

لذلك من الطبيعي مع غياب المعايير المتعلقة بحرية التعبير والإعلام، كالضمانات الدستورية والقانونية، والإصلاح الهيكلي للإعلام، وتزايد أعمال العنف والهجمات الدامية، أن تصبح ليبيا في المراتب الأخيرة في التصنيف العالمي لمؤشر حرية الصحافة.

وفي ذات السياق حذرت منظمة «مراسلون بلا حدود» من إفراغ ليبيا من الصحفيين بسبب استمرار الانتهاكات ضد الصحفيين وسياسة الإفلات من العقاب، وبمعنى آخر «وضع حرية الإعلام أصبح مأسوياً».


لا أحد ينكر أن وسائل الإعلام اليوم في ليبيا باتت طرفاً في النزاع الدائر، وتدفع ثمناً باهظاً جراء حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تعيشه ليبيا منذ عشر سنوات.


ورغم أن مسودة مشروع الدستور كفلت حرية التعبير والنشر وحرية الصحافة والإعلام في موادها (37 و 38 ) كما نصت المادة (163) على إنشاء مجلس أعلى للإعلام والصحافة، من مهامه حماية الصحفي ومصادر معلوماته، إلا أن كل ذلك لم يتحقق بسبب الخلاف حول الاستفتاء على الدستور.

الصحافة الليبية مرت بمراحل تاريخية متعددة، فقد كانت بدايتها قديمة ومتقدمة عن غيرها من البلدان العربية منذ العام 1828، ببداية صحيفة المنقب إلى البداية الرسمية في العام 1868، بصدور صحيفة طرابلس الغرب وعاشت فترة الازدهار الصحفي من 1908 إلى 1911، بصدور ما يقارب 8 صحف يومية، وهو تقدم غير متوقع في دولة متخلفة يغلب عليها الأمية لكن صحافتها انتكست باحتلال إيطاليا للبلاد.

وتعثرت مرة أخرى خلال فترة الانتداب لكنها عادت خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وأصبح لها آباء مؤسسون فكانت توزع بعشرات الآلاف، وأسهمت في مناقشة الكثير من القضايا.

تم تراجعت خلال السبعينات والثمانينات بعد احتكارها من قبل الدولة، حيث قلَّ عدد المطبوعات، وبعد العام 2011، شهدنا طفرة كبيرة في عدد المطبوعات حتى وصلت إلى أكثر من 400 مطبوعة، ثم بدأت في التعثر حتى وصل بها الحال إلى التوقف.

وبحسب مهتمين بالشأن الإعلامي، فإن الانفلات الأمني أسهم في هجرة بعض الصحفيين، خوفاً من الخطف والتعذيب مع زيادة الاعتداء على المؤسسات الإعلامية.