الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الطِّباعة ثُلاثيَّة الأبعاد.. حرفة المستقبل

هل تخيّلتَ يوماً أن تطبع حذاءك، أو تطبع قطع غيار سيارتك بنفسك؟ أو حتى أن تطبع طعامك في بيتك؟ أو أن تقوم بطباعة بيتك ومصنعك وحتى صاروخك الذي سينقلك إلى الفضاء؟

للوهلة الأولى سيبدو الأمر مستحيلاً أو أنه أحد مشاهد أفلام الخيال العلمي، ولكن لا تستغرب عندما أخبرك أن هذا الأمر بات أقرب مما تتخيل بعد التطور الكبير الذي شهدته تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، ودخولها لكثير من القطاعات، مغيرة كل المفاهيم السابقة عن أساليب الإنتاج والتصنيع والتصميم.

تقنية الطباعة ثُلاثيَّة الأبعاد ستكون عصب الصناعات والإنشاءات في المستقبل، وستُغير كثيراً من التصاميم والأشكال، وستُخفض التكاليف الإنتاجية بشكل لافت، وستسمح بمزيد من الإبداعات في مستوى التصميم، وخصوصاً عند دخولها مجال الإنشاءات وخطوط الإنتاج، وسنجد في المستقبل مباني ومدناً وسيارات وأجهزة ومعدات تحمل تصاميم فريدة وبجماليات تفوق الخيال.

شاهدنا خلال الفترة الماضية محاولات لبناء منازل وأبنية باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد عملاقة، مقللة بذلك ما يقارب 50% من تكاليف البناء، وهذا التطور لا يزال في بداية الطريق، وخلال سنوات قليلة ستعمم التجربة وستصبح هذه التقنية مستخدمة في العديد من عمليات البناء والتشييد، وسنجدها حاضرة في تصنيع معدات الفضاء لكونها دقيقة جداً في عملية الطباعة، ما يسمح بتطوير صناعات صواريخ الفضاء والمركبات الفضائية.

تقنيات الطباعة ثلاثيَّة الأبعاد دخلت وبقوة في المجال الطبي، وأصبح بالإمكان طباعة أي عضو من أعضاء الجسم بدقة كبيرة ومطابقة للأعضاء الحقيقية، وسيُعتمد عليها بشكل أساسي في تصنيع الأطراف والأعضاء الصناعية، ما سيغير شكل هذا النوع من الرعاية الصحية.

كما أن الطباعة ثُلاثية الأبعاد تذهب في اتجاهات مختلفة، فقد طور الباحثون طابعات يمكنها طباعة الطعام باستخدام جزيئات عضوية، وهذا الذي يراه الخبراء مستقبل الطعام ومستقبل الطبخ، وأن هذه التقنية ستتيح لخبراء الطبخ تجهيز وصفاتهم ليتمكن كل شخص من طباعة وجبته بنفسه، وفي اتجاه آخر ستُمكننا هذه التقنية من طباعة مستلزماتنا وحاجياتنا اليومية داخل منازلنا كطباعة أحذيتنا وملابسنا وأدواتنا المنزلية، وحتى سنتمكن من طباعة قطع غيار سياراتنا.

كل التطورات التي شهدناها والتي سنشهدها في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد ستكون فرصة لمن يريد أن يحترف أو يمتهن أحد أهم حرف المستقبل، والتي ستغير الكثير من المفاهيم والأدوات والصناعات وستسمح لأشكال جديدة من الإبداع سيتميز بها حرفيو المستقبل ممن سنحتاجهم في كثير من الأعمال المستقبلية.