الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كلوب هاوس.. العمل على المتلقي

طوال الأسابيع الماضية، والحديث عن Clubhouse لا يتوقف، ولاحظنا جميعاً كيف سحب هذا التطبيق الوليد الساحر البساط من تحت أقدام تطبيقات شهيرة، ظننا لسنوات طويلة أنها فوق مستوى المنافسة.. الأمر الذي جعل العالم في حالة ارتباك، ووضع الآباء والأمهات أمام مسؤوليات عظيمة.. أولها وأصعبها حماية أبنائهم من أي أفكار منحرفة قد تتسلل إليهم عبر هذا التطبيق.

من وجهة نظري، أي حديث عن حجب هذه التطبيقات أو تقييد استخدامها، هو في الحقيقة منفصل عن الواقع ولا طائل من الاستمرار فيه، لأن العالم كما نعلم جميعاً أصبح قرية صغيرة بيوتها بلا أبواب، ونوافذها مفتوحة على الآخر، وبدلاً من هدر الوقت والجهد على منع تدفق تيارات الهواء، علينا أن نركز جهودنا على تهيئة الأجيال الناشئة للتعامل مع هذا الواقع.

البعض قد يستوقفني هنا، ويتساءل:


ـ كيف نضمن عدم تأثرها بأفكار دخيلة تشجع على المثلية، وتحث على الإلحاد، ولا تعترف بمفهوم الدولة الوطنية؟


إجابتي كالتالي:

لا يوجد ضمان من أي نوع، لكن هذا لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي، وأول خطوة يجب أن نقوم بها، هي الدخول في سلسلة حوارات منفتحة مع أبنائنا وبناتنا، والإنصات لأفكارهم وتساؤلاتهم وأحلامهم وهمومهم، ومساعدتهم في بناء منظومة فكرية وقيمية تمكنهم من الحفاظ على هويتهم الوطنية والدينية والاجتماعية.

قبل 20 سنة ظهرت المنتديات الإلكترونية، وجاءت بعدها مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، ثم ظهرت الشبكات الترفيهية المدفوعة، ولا يزال أصحاب الفكر الواعي والمنظومة القيمية المكتملة صامدين، وهذا يعضد الفكرة التي طرحتها في السطور القليلة السابقة.