السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الفن بين الصدق والابتذال

يشعر كثير من الآباء بالقلق من تأثير المواد الإعلامية التي تبثها القنوات الترفيهية المدفوعة على أخلاق أبنائهم، خصوصاً تلك التي تتضمن مشاهد تتضاد كلياً مع قيمنا الإسلامية المحافظة.

من جهتي، أرى أن لهذا القلق ما يبرره، فالعين تألف المشاهد التي تتراءى أمامها باستمرار، وبمرور الأيام تخف درجة استنكارها ورفضها لها.

ولمناقشة هذا الواقع الجديد عقدت مع نخبة من الزملاء المثقفين والعاملين في قطاع الإعلام والإنتاج التلفزيوني ندوة افتراضية عبر تطبيق Clubhouse مساء الأحد الماضي بحضور حشد من الجمهور، تباينت خلالها وجهات النظر، وكشفت عن ثقافة جديدة تشكلت في أذهان شريحة واسعة من المجتمع، تدعم حرية الفرد في انتقاء ما يناسبه، وترفض أي شكل من أشكال الوصاية على خياراته.


ومن بين المداخلات الكثيرة التي تخللت تلك الندوة، استوقفتني عبارة قالتها إحدى الحاضرات، مفادها أن المَشاهد التي نخجل من رؤيتها على الشاشة، ما هي إلا تعبير عن وقائع تحدث كل يوم، لكننا نغض الطرف عنها، ونرفض الاعتراف بوجودها.


وختمت مداخلتها قائلة: «وهذا دور الفن الحقيقي.. أن يعبر عن الواقع، مهما كان صادماً.. أما الفن الذي يخدع المشاهد، ويوحي له بأنه يعيش في مدينة فاضلة، لا معاصي فيها، ولا آثام.. فهو فن رديء.. لا قيمة له».

لا أستطيع أن أختلف مع ما ذكرته هذه السيدة، لكن حتى التعبير الصادق عن الواقع، يجب أن يكون أكثر رُقياً مما نراه في بعض المسلسلات والأفلام.