2021-04-04
رافقتني بحضورها المستقر ـ الصَّامت والناطق في آنٍ واحد ـ لشهور، واحتلت موقعاً داخل غرفة نومي، وتحت نور مصباح خافت كنت أقلب صفحاتها بين الحين والآخر حَالِماً بانهاء قراءتها يوماً ما، وفي الأخير وبعد ستة أشهر تقريباً انتصرتْ عليَّ بجاذبيتها، وانتصرتُ عليها بمتعة القراءة، وانتصرنا معاً على متطلبات الحياة التي تشغلنا طوراً وتلهينا أطوراً.. إنها رواية «الرواية العمياء» للإعلامي والأستاذ الجامعي والروائي «د. شاكر نوري».
هناك.. بعيداً عن الدراسة النقدية، أو المتابعة الأدبية، أو حتى المتعة من حيث ثراء «الرواية العمياء»، وهنا قريباً من اختلاط السياسي بالأدبي لدي، وطغيانه في فهمي على كل القضايا الأخرى، وما يحمله ذلك من ظلم لجهة تطويع نص أدبي للقراءة السياسية، فإن هذه الرواية تحديداً تدعونا إلى التخلص من الزُّور المعرفي من استطاع لذلك سبيلاً، كما أنها تمثل علاقة جديدة، بيننا وبين فئة اجتماعية أخرى هي العميان، التي يحمل كثير من أفرادها نور بصيرة أو ظلاماً مضاعفاً، تماماً مثل معظم البشر الذين منحهم ومتعهم ورزقهم الله سبحانه وتعالى نعمة البصر.
نوري، يُخرجنا هنا من ضيق القسمة الضيزى لنظرة البشر في علاقتهم إلى سعة علاقة يبدون فيها سواسية بغض النظر عن أفعال بعضهم ـ والتي قد لا يكون عليها حرج ـ وكل ذلك ضمن علاقة تحتاج إلى مزيد من التوضيح، والتمكين والاستقرار، بحيث ينظر للمبصرين والعميان مهما اختلفوا على أنهم كل واحد، يحمل الخيبة والفلاح في سلوكه بقدر عمله، وبمدى قدرته على تطويع النفس للخير والشر.. لحظتها يتم التخلص من الشيطنة والملائكية ونعود معاً إلى حيث الفضاء الإنساني، وما فيه من تغير دائم.
وبعيداً عن تلك العلاقة المتميزة التي تربط نوري بكثير من المثقفين العرب ـ وأحسب أنّي واحد منهم ــ فإن روايته ترتقي بعلاقتنا نحو المعرفة، إذْ ينزع منا غواية الجهل بالحقائق، والاستيلاء على جهد الآخرين، ويرجعنا إلى جادَّة في قول فصل بيّنه في الإيواء إلى ركن مرجعي، زاد «الرواية العمياء» في واقعيتها وخيالها جمالاً، وزينة معرفية، شكلت إضافة نوعية لعالم شاكر نوري، الذي هو اليوم يظهر في أحد عشر كوكباً روائياً.
وعلى نحو غير مسبق، في حدود قراءاتي، تعيد لنا الرواية العمياء ـ نحن المنشغلين بالثقافة أو من أدركتهم حرفة الكاتبة، بولهها، ولوعتها، وعشقها، بصيرة فقدناها لأسباب يطول شرحها، ربما تجعلنا نرى بقلوبنا، وفي ذلك نكون نحن والعميان سواء.
هناك.. بعيداً عن الدراسة النقدية، أو المتابعة الأدبية، أو حتى المتعة من حيث ثراء «الرواية العمياء»، وهنا قريباً من اختلاط السياسي بالأدبي لدي، وطغيانه في فهمي على كل القضايا الأخرى، وما يحمله ذلك من ظلم لجهة تطويع نص أدبي للقراءة السياسية، فإن هذه الرواية تحديداً تدعونا إلى التخلص من الزُّور المعرفي من استطاع لذلك سبيلاً، كما أنها تمثل علاقة جديدة، بيننا وبين فئة اجتماعية أخرى هي العميان، التي يحمل كثير من أفرادها نور بصيرة أو ظلاماً مضاعفاً، تماماً مثل معظم البشر الذين منحهم ومتعهم ورزقهم الله سبحانه وتعالى نعمة البصر.
نوري، يُخرجنا هنا من ضيق القسمة الضيزى لنظرة البشر في علاقتهم إلى سعة علاقة يبدون فيها سواسية بغض النظر عن أفعال بعضهم ـ والتي قد لا يكون عليها حرج ـ وكل ذلك ضمن علاقة تحتاج إلى مزيد من التوضيح، والتمكين والاستقرار، بحيث ينظر للمبصرين والعميان مهما اختلفوا على أنهم كل واحد، يحمل الخيبة والفلاح في سلوكه بقدر عمله، وبمدى قدرته على تطويع النفس للخير والشر.. لحظتها يتم التخلص من الشيطنة والملائكية ونعود معاً إلى حيث الفضاء الإنساني، وما فيه من تغير دائم.
وبعيداً عن تلك العلاقة المتميزة التي تربط نوري بكثير من المثقفين العرب ـ وأحسب أنّي واحد منهم ــ فإن روايته ترتقي بعلاقتنا نحو المعرفة، إذْ ينزع منا غواية الجهل بالحقائق، والاستيلاء على جهد الآخرين، ويرجعنا إلى جادَّة في قول فصل بيّنه في الإيواء إلى ركن مرجعي، زاد «الرواية العمياء» في واقعيتها وخيالها جمالاً، وزينة معرفية، شكلت إضافة نوعية لعالم شاكر نوري، الذي هو اليوم يظهر في أحد عشر كوكباً روائياً.
وعلى نحو غير مسبق، في حدود قراءاتي، تعيد لنا الرواية العمياء ـ نحن المنشغلين بالثقافة أو من أدركتهم حرفة الكاتبة، بولهها، ولوعتها، وعشقها، بصيرة فقدناها لأسباب يطول شرحها، ربما تجعلنا نرى بقلوبنا، وفي ذلك نكون نحن والعميان سواء.