الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

قدرة المسرح في عُمان

تحدثنا الكاتبة المسرحية العمانية آمنة الربيع في كتابها (مغامرة النص المسرحي. مسرحيات النادي الأهلي أنموذجاً)، عن تجربة النادي الأهلي العماني والدور الذي قاده للنهوض بالمسرح منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث كان هذا النادي - بحسب الربيع - يجمع أغلب المسرحيين والفنانين العمانيين، ما جعل تجربته (أكثر شمولية واتِّساعاً)، وإليه يعود فكر التأصيل للمسرح وفلسفته التي تعرضت لها الكاتبة، الأمر الذي يكشف تلك الطموحات الشبابية التي قادت المسرح العماني منذ نهضته الأولى في الستينيات.

إن تجربة النادي الأهلي الرائدة تقودنا إلى قدرة المسرح العماني على مواكبة التطورات الفنية والتقنية، التي أسهمت في تشكيل هُويته من خلال الموزنة بين الفكر الحضاري الذي يميِّز السلطنة والانفتاح والإبداع لتقديم مسرح متعدد الأبعاد، قادر على جذب جمهوره إلى آفاق رحبة، بالإضافة إلى ذلك كانت أيضاً تجربة نادي عمان، ونادي عَبْرِي، التي كانت تقدم العديد من المسرحيات والأنشطة.

ولهذا سنجد أن مسرح الشباب قاد هذا التوجه منذ إنشاء قسم للمسرح في جامعة السلطان قابوس في عام 1990، ليبدأ الشباب المبدعون في بلورة الحركة الفنية للمسرح، مستفيدين بما أسسه مجموعة من الفنانين المسرحين أمثال رضا عبداللطيف، وموسى جعفر، ومحمد إلياس فقير وصالح شويرد وغيرهم.


ولعل تجربة المسرح العماني جعلت من السلطنة داعمة للأنشطة المسرحية الشبابية من خلال السياسات الثقافية المنظمة لهذا القطاع ودعمه، حيث تم إصدار العديد من اللوائح المنظمة لعمل الفرق الأهلية، حتى بلغ عدد المسارح في محافظات السلطنة في عام 2019 - بحسب إحصائية المركز الوطني للإحصاء - (13) مسرحاً، قُدِم على خشبتها نحو (132) عرضاً، حضرها أكثر من 282 ألفاً و693 مشاهداً.


وقد بلغ عدد الفرق المسرحية في عام 2019 - بحسب الإحصائية نفسها – (101) فرقة متفرقة في ربوع السلطنة، وإن هذا التزايد في الفرق الأهلية المسرحية، وقدرتها على جذب الجمهور إلى مقاعدها، ثم قدرتها على حمل رسالتها إلى المهرجانات العربية والعالمية، تكشف عن قدرة هؤلاء المبدعين على تخطي العديد من التحديات لقيادة هذا الإبداع الفني وحمله إلى آفاق رحبة قادرة على المضي قدماً لتحقيق أهدافه.

إن المسرح في عمان بقيادة أجيال المسرح وطموح الشباب المبدع، يصبو اليوم إلى توسيع نطاق الابتكار والإبداع في ظل العديد من المتغيرات التي تطرأ على جوهر الفن المسرحي وتطلعاته، حتى بدأ الشباب اليوم في إبداع (المسرح الرقمي) الذي ينم عن طموحات مقبلة قادرة على المضي نحو خشبة المسرح الافتراضية.