الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

السؤال الأزلي

كيف لامرأة مثلك تجاوزت الـ30 من عمرها ولم تتزوج بعد؟!.. هذا السؤال اليومي الذي تواجههُ الفتيات اللواتِي لم يتزوجن في مجتمعاتنا العربية، وهو السؤال نفسه الذي واجهته «بريدجيت جونز»، بطلة الرواية التي تحمل اسمها للبريطانية «هيلين فيلدنغ»، والتي تحاكي فيها أجواء رواية (كبرياء وهوى) لجين أوستن.

لم يطرح عليها هذا السؤال للاستفسار البريء، وإنما بطريقة تبدو فيها كما لو أنها اقترفت ذنباً وعليها أن تخجل منه!

الرواية تنتقد مجتمع التسعينيات من القرن الماضي في بريطانيا، «مجتمع الأزواج المتعجرفين» كما تسميهم البطلة، لأن مثل هذه الأسئلة، والتي يكون منبعها الفضول الاجتماعي المحض، تشكل ضغطاً نفسيّاً مضاعفاً على حياة المرأة، وقد تفقدها تلقائيتها وعفويتها وتصالحها مع ذاتها ووضعها.

في هذه الرواية، تجعل المؤلفة بطلتها تخرج من حماقة وتدخل في أخرى، فقط لكي ترضي أمها والجيران وأصدقاء العائلة وكل أعضاء جمعية «لماذا لم تتزوجي»، أو جمعية «لا تتركي الخاص مغلقاً»، من الفضوليين الذين يطاردونها بسؤال محير لم تستطع حتى الملكة العذراء إليزابيث الجواب عنه، وتكتفي بترديد عبارتها الشهيرة:

أنا متزوجة من مملكتي وشعبي.

بالطبع، إن الحلم بالفستان الأبيض ليس أمراً جديداً على تاريخ المرأة، منذ أن وجد هذا الكائن العظيم على سطح الكوكب، وحتى قبل أن ترتديه الملكة فكتوريا في ليلة زفافها عام 1840، لكن هذا الحلم يعود لها وحدها فقط، وينتمي إلى عالمها الخاص.

وللأمانة التاريخية، فإن عهدي الملكة إليزابيث والملكة فكتوريا، هما من أروع العصور التي عاشتها بريطانيا في تاريخها، لذلك نسمي العصر الإليزابيثي والفكتوري باسميهما، وننسب الآداب والفنون وطرز العمارة والأثاث والأزياء إلى هذين العصرين الرائعين دون أن يكون الزواج طرفاً في قصتهما.

نعود إلى الرواية، وفجأة، ومن دون مقدمات يتقدم مارك دارسي من البطلة، ليقول:

- بريدجيت أنا أحبك كثيراً، هكذا كما أنتِ!

بعد 25 سنة على صدوره هذه الرواية، تطلق مجموعات من النساء حول العالم حملة بعنوان: «كلنا نحب بريدجيت جونز، نحبها هكذا كما هي».

في إشارة إلى أنه ليس مطلوباً من المرأة أن تتأثر بكلام الآخرين، وتغير نمط حياتها لإشباع تطفلهم على حياتها.

تقول إحداهن:

ــ كانوا يقولون لي إن العمر يمضي، لماذا لم تتزوجي بعد؟!.. لقد تزوّجت أيها السيدات والسادة، لكن العمر ما زال يمضي.