الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الكتابة في رمضان

من التحديات التي أتوقع أنها تواجه معظم الكتاب في أيام رمضان، ومررت بها على المستوى الشخصي، إيجاد الوقت الملائم للكتابة والالتزام فيه، والتمكن من الإبداع في الكتابة وتجويدها مثلما هو حاصل قبل رمضان.

فمع دخول الأيام الأولى للشهر الكريم تغدو أوقات الكاتب مزدحمة ما بين وظيفة وأوقات للعبادة وأخرى للاسترخاء والراحة، وصولاً إلى تلبية الاحتياجات المنزلية، وربما يكافح معظمنا بحثاً عن وقت ملائم للكتابة وسط هذه المتطلبات المتزايدة في رمضان وبالكاد يجده.

وأتوقع أن معظم الزملاء الكتاب ممن اعتادوا الكتابة وسط طقوس معينة كفنجان قهوة أو مزاج رائق أو بسماع أنغام موسيقية هادئة، فهؤلاء تبدو مهمتهم أصعب خصوصاً في ساعات النهار حيث تنخفض مستوى طاقة الصائم الجسدية بفعل الامتناع عن الطعام والشراب ومع انخفاض مستوى طاقة الجسم يتخيل معظم الكتاب انخفاض قدراتهم على توليد الأفكار، وصياغتها بالشكل المرضي له.

أحياناً يجد الكاتب أن الفكرة التي يود كتابتها مدونة ومرتبة ترتيباً في ذهنه، لكنه لا يجد الوقت والمزاج الرائق لتحويل تلك الأفكار إلى فقرات مرتبة منطقياً وتدوينها على الكمبيوتر، فتمر الساعات والأوقات دون أن يعثر على الوقت الذهبي الملائم للكتابة، ومثل هؤلاء بحاجة إلى تقسيم أفكار موضوعاتهم بحيث يُخصصون وقتاً قصيراً كل يوم لتناول فكرة على حدة، حتى لا تصبح مسألة الكتابة مجهدة لهم.

بالطبع الكاتب المتمكن لن يعاني كثيراً من إشكالات الكتابة في رمضان على أساس أن أفكار كتاباته جاهزة طوال الوقت إضافة إلى قدرته على جدولة مهامه اليومية والسيطرة على الوقت دون أن يتفلت منه في أمور والتزامات ثانوية والكاتب المتمكن قادر على الكتابة في كل الظروف بعيداً عن إشكالات مثالية المزاج.

وهنا أشير إلى وجود دراسات علمية ربطت بين الصيام وصفاء الذهن إذ يؤدي الامتناع عن الطعام والشراب إلى زيادة قدرة الفرد على التركيز والتمتع بالذهن الصافي، وهذا يعني أن قدرة الكتاب على التحليل والتفسير وربط الأحداث ببعضها واستخلاص النتائج يفترض أنها أكثر كفاءة في حالة الصيام.

.