الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الفعل الثقافي.. ومواجهة الوباء

بات العالم جاهداً بترميم اقتصاده، والأهم بترميم الثقافة المجتمعية في زمن الوباء؛ ولكي يتم إدارة الأزمة إنسانياً، وبناء المستقبل، فإن الثقافة تصبح حاجة ملحة، من أجل الخلاص والنجاة من آثار الأزمات الطارئة.

والضرورة هنا تحتّم علينا إدارة الأزمات والكوارث بإدارة الثقافة المجتمعية؛ لأن ملامح الحياة ونمطها قد تغيرت، وهنا لا يتصرف الأفراد وفقاً للحسابات العقلية أو الواقعية، بل هم مدفوعون دفعاً بانفعالاتهم النفسية ومشاعرهم، وعدم التفاعل بطريقة إيجابيَّة مع الأحداث الجسام.

الخبرة الاستثنائية التي تحياها الإنسانية غيّرت جانباً من اتجاهاتنا القِيَمية، وأثارت العديد من الأسئلة الوجودية، وتأثيرات على التركيبة النفسية، ولن تتعافَ من الآثار السلبية ما لم يكن هناك فعل ثقافي يواجه شراسة الوباء على كل المستويات، والعمل على التحفيز عبر معاول وروافد الثقافة لمواصلة المواجهة، والحفاظ على التوازن والاستقرار الداخلي، وبث مشاعر الأمل والتضامن مع الآخرين.


ثمة أنماط سلوكية ارتبطت بأوقات الأوبئة، منها الوصم الإثني، ونشر الشائعات، صعود وهبوط أنماط التدين، وارتباك القيم، وظل "المخاوف"، ما تسببت في التناقضات القيمية، وزخم من السلوكيات غير المنطقية، وستوجد قيم وأفكار ومعانٍ مختلفة للحياة الإنسانية في الفترة المقبلة؛ إذن المساحة متروكة للاجتهادات الثقافية أجل التعافي من أعباء الجائحة وتبعاتها.


إنَّ المحن هي التي تُظهر أصالة وثقافة الشعوب، واتباع كل الممارسات الحضاريَّة والإنسانيَّة والأخلاقية التي تستحق أن تُمارَس، تتطلب بقاءنا متلاحمين اجتماعياً وثقافياً في وجه هذا الوباء، لأننا بحاجة ماسة إلى الثقافة والأدب والفكر، وتحقيق التحضر المطلوب، والعمل بتناغم وكفاءة عالية مع الدولة، وهو أمر يتعلق برؤية متكاملة وإيجابية للعبور إلى المستقبل.