الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

سمير غانم.. مسيرة حافلة

قيل عن الضحك أنه مفيد لصحة العقل والجسد، وبالطبع المقصود هنا الضحك العفوي بلا مبالغة، مع الأخذ في الاعتبار أن المبالغة في الضحك دون سبب ينم على قلة الذوق، علاوة على كونه مميتاً للقلب.

الدراما العربية أنجبت نجوماً كباراً برعوا في فنّ الكوميديا، وأسهمت أعمالهم الفنية في إضحاك قاعدة كبيرة من جماهيرهم.. أحب الناس أعمالهم وأحبوهم، بل إن العديد من أعمالهم الفنية ما تزال محفورة في وجدانيتهم، وتحظى بنسب مشاهدة نظراً لبراعتهم في تقمص الشخصيات، وإتقانهم الأدوار المنوطة لهم بحرفية عالية.

من أولئك الفنانين سمير غانم، الذي رحل عن عالم الفن والكوميديا مُتأثِّراً بمضاعفات كورونا بعد مسيرة فنية حافلة بالنجاحات والشهرة والتألق.

الراحل سمير غانم آمن بأن الفن رسالة لها مغزى وأهداف، وتعبر عما يدور في واقع الناس اليومي، عندما تناقش القضايا الاجتماعية والظواهر اليومية، في قوالب تمثيلية كوميدية.

الفن في نظره لم يكن لمجرد ملء الشاشة بالمشاهد والمسلسلات الفارغة، مثلما هو حال عديد من الأعمال الدرامية الخليجية والعربية، التي تشاهد في معظمها أحداثاً بلا مغزى ولا مضمون، وربما تتحسر كثيراً على هدر أوقاتك في مشاهدتها.

وباعتبار أن الفن رسالة وأهداف ومغزى كما كان في قناعة الراحل سمير غانم، فإننا نأمل أن تعمل الأعمال الدرامية الخليجية اليوم على جودة أدائها، سواء كان على مستوى النصوص والسيناريوهات أم على مستوى الحرفية في تنفيذ الأدوار من قبل الفنانين.

وأن تعبر عن واقع المجتمعات الخليجية بما فيها من ظواهر، وأن تبتعد عن الابتذال والسطحية ومخاطبة الغرائز، وألا تكون الأعمال المقدمة على الشاشات الخليجية لمجرد الملء وإثبات التواجد دون قيمة فنية تذكر.