الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

«عادل جربوع».. انتصار للجمال

عادل جربوع.. فنَّان تشكيلي ليبي، لوحاته تحمل أفكاراً كثيرة ومختلفة، وإن كان الإنسان المحور الرئيسي لكل لوحاته، وكأنه الحقيقة التي يبحث عنها.

تستمد لوحاته أفكارها من إحساس الفنان بأشياء كثيرة في محيطه الصَّغير والمجتمع بكل تراكماته، وبالتالي كل ما يؤثر في هذا المحيط يؤثر في أفكار ورؤية الفنان بشكل أكبر ومغاير، لأن هذا الفنان يمتلك أدواته من ثقافة ومعرفة وفن.

يرى الفنان عادل جربوع أن القراءة مهمة والاطلاع على الكتب بأنواعها المختلفة، ككتب الفن والفلسفة والمسرح والسينما، وهذه المعرفة تفتح أبواباً كثيرة وعديدة، تجعل من الفنان يفكر بطريقة جديدة دائماً في إنجاز لوحاته.


فكرة العمل هي التي تقوده للبدء في وضع الأفكار على الصفحة البيضاء متجسدة بالفرشاة والألوان، وحين تكتمل الفكرة كما خطط لها وتعرض على المتلقِّي تصبح ملكه ويفسر خطوطها وألوانها بالشكل الذي يريد، وهذا يؤكد ما يردده دائماً أنه لا يستطيع تقديم شرح لأعماله.


في لوحاته هناك نساء، وأشكال هندسية تشبه المثلثات والمربعات، وكتابة، وجسد، ورموز، وكأن كل لوحة تمثل رحلة بحث داخل النفس البشرية.

لماذا الإنسان في لوحاتك يبدو في صراع مع الزمن؟ لأن التشكيلي عادل جربوع يشتغل على الإنسان في لوحاته محاولاً تجسيد انفعالاته ومشاعره، والإنسان بالنسبة له يمثل مجموعة من المبادئ والأخلاق والتسامح والأمل في غد أفضل، والفن لديه حالة إنسانية يوحد البشر ويضعهم في فضاءات مشعة بالجمال.

ورغم كل ما حدث في ليبيا على مدى السنوات العشر الماضية، لم أشاهد لوحة للفنان عادل جربوع تحاكي الفوضى والحزن، ربما لأنه يعتبر ما يحدث اليوم في بلادنا أصبح من الصعب جداً التعبير عنه بلوحة أو مجموعة لوحات، فالسلاح لا يزال هو الصوت الأعلى والمسيطر، والأحداث مستمرة ومتلاحقة ولم تنتهِ بعد.

وبالتالي، يرى أن تجسيد هذه الأحداث في عمل فني يكون بعد نهايتها، لنستطيع تكوين صورة واضحة ومتكاملة من كل الجوانب وتقديم عمل صادق وواقعيّ، ومع هذا فقد رسم مجموعة من الاستكشات أو التخطيطات التي تُعبّر عن واقعنا، يتطلب تنفيذها كعمل متكامل بعض الوقت.

جربوع يؤكد أن ما يحدث اليوم في ليبيا يحتاج أكثر إلى فن الكاريكاتير.. فن اللحظة القادر على مواكبة الوضع اليومي بشكل سريع، وقد لا يجسدها بالكامل، ولكن سيُعبّر عنها بشكل أكثر تأثيراً.