الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كيف نفهم قيمة العلم؟

مقالات كثيرة في شتى أنحاء العالم العربي تتحدثُ عن مشكلات التعليم المختلفة، منها طبيعة المناهج وأساليب التَّدريس، وسوء إدارة المؤسسات التعليمية، وعدم ربط العلم ومخرجاته باحتياجات المجتمع الفعلية وغيرها‏، وهذه كانت ولا تزال وستستمر نتيجة لعدم فهم وإدراك قيمة العلم الحقيقية والهدف منه في أي مجتمع.

الغالبية الساحقة تعتقد أن هدف الدراسة العلمية هو ‏الحصول على شهادة لإيجاد وظيفة فقط، وهذا الفهم ينعكس سلباً على النظرة العامة لقيمة العلم والتعليم الذي أصبح وسيلة لا غاية، وهدفاً شخصيّاً ذاتيّاً لا مجتمعياً عاماً.

فالقيمة الحقيقية للعلم، والهدف من ورائه غائبان عنا، فهو ليس شهادة فقط، بل ‏معرفة لفهم الواقع والعالم، وتكوين رؤية عقلانية وموضوعية تجاههما، وأسلوب للتعامل مع مشكلات المجتمع المختلفة والظواهر الطبيعية، وإعادة صياغة الواقع الاجتماعي بما يخدم الإنسان والمجتمع.


والعلم يعني طريقة حياة شاملة يسير عليها المجتمع نتيجة لتغلغله في حياة الأفراد والمؤسسات وطرق الإنتاج، وهو الأساس ‏الذي تُبْنَى عليه الثقافة المدنية الحديثة، إذ يُسْهم في صياغة قيم ومفاهيم وأفكار وطرق التفكير والممارسات المختلفة لكونه يوفر الأسس، التي تقوم عليها بنية المجتمعات المادية والفكرية والثقافية.


وقيمة العلم تأتي من كونه الوسيلة المُثْلى للتقدم من خلال الابتكارات والاكتشافات والاختراعات التي ‏تعمل على تغيير المجتمع وتطوره، وفهم أن فكرة التحديث مرتبطة به، فهو وسيلة تحديث المجتمع، ومهمته الأساسية هي التغيير، وأن الوعي بقيمة العلم يأتي من تصور كيف ستكون حال الإنسان من دونه؟