الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

التاريخ.. وموثوقية الكتب

لا توجد إحصاءات حصرية تحدد على وجه الدقة عدد الكتب والدراسات التاريخية المنشورة في العصر الحديث، أو على الأقل في القرون الماضية حتى اليوم، لكن من المؤكد أن هناك آلاف الكتب التاريخية المنشورة حول العالم وبشتى اللغات، والفروق الأساسية فيها ليس فقط في تناولها الخاص لدول وأقاليم وشعوب وحضارات بعينها، وإنما فيما يصنع من كلٍ منها إضافة حقيقية يعتمد عليها ويؤخذ بها ليمنحها مكانة المصدر، الذي يعتد به ويتم الرجوع إليه من قبل الخاصة والعامة على حد سواء كلما دعت الحاجة لذلك، أو حتى على سبيل الاطلاع والمعلومة المجردة.
من أهم العوامل التي يجب الأخذ بها في التقييم هو أن يكون الكتاب موثقاً معتمداً في المعلومات الواردة فيه على مصادر متعددة معروفة وموثوقة وعلمية بحتة غير مؤدلجة، ولا ترتكز على أسس عقائدية أو تستند على مسلمات قومية ووطنية متوارثة تصنعها عواطف الشعوب ورغبات المنتصرين.
حين ردد ديكارت «أنا أفكر إذاً أنا موجود»، فتح مدخلاً للشك وإنكار اليقين المطلق بالمسلمات، فمنح العقل الحرية المطلقة في الاستنتاج، الذي إن أسقطناه على التاريخ، فسندرك وجوب عدم الأخذ به كحقائق تُرددها الأجيال دون تفحيص دوري، يقوم عليه الباحثون المستقلون لتنقيحه وإعادة قراءته وفق المعطيات الجديدة المُكتشفة، وحتى عبر إعادة دراسة ما كتب عنه سابقاً، والاطلاع على المصادر التي استشف منها كتبته رواياتهم، مستشهدين بها لآرائهم المعدة كتأريخ لما جرى للسابقين من أقوام ودول ومن أحداث، بعضها انتهى وانعدمت صلته بالحاضر، وأخرى لها توابعها أو تأسست عليها قناعات وتصورات وقوانين تتابع في التطبيق قرناً بعد آخر.