السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

النقد الأدبي.. إلى أين؟

فوجئنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخبر مقاضاة قارئة شغوفة، إثر نقدها لكتاب لم يعجبها على صفحتها على إنستغرام، إذ قام مؤلف الكتاب برفع دعوى قضائية، الأمر الذي تسبّب لها بأضرار نفسية ومادية.

ورغم أن القضاء حكم ببراءة القارئة من التهم المُسندة إليها، إلا أن هذه الحادثة تكشف عن درجة إدراك بعض الكتّاب للمغزى من وراء الكتابة والنشر، وعن مدى استعدادهم لدخول المعترك الثقافي عموماً، الذي يشكّل النقد الأدبي منه جانباً أساسياً للتطوير والتحسين.

فالثقافة منظومة متكاملة، وهي تفاعل بين كاتب وقارئ وناقد، ما يعني أن المعترك الثقافي ليس برجاً عاجيّاً، إنما يمثّل انعكاساً لواقع مُعاش يتشكّل ويكبر مع الناس لخدمة الناس، وهذا الهدف أسمى وأجلّ من مجرّد صفّ كُتب بأغلفة زاهية على أرفف مكتباتنا بلا مردود تنموي حقيقي.


ومع بروز وسائل التواصل الاجتماعي، بات باستطاعة القارئ أن يُبدي وجهة نظره بالكتاب وينقده، ما يعطي صلاحية لهذا القارئ أن يلعب دور الناقد أيضاً، ولو في نطاق صفحاته الخاصة على وسائل التواصل.


الأمر الذي يدعو إلى ضرورة استجابة جميع المتفاعلين داخل الدائرة الثقافية لهذه الطفرة من مؤّلفين وناشرين ومؤسسات ثقافية، لتقديم الأفضل والأجود لعقول القراء وحتى غير القراء، فالهدف الحقيقي هو تجويد المنتج الثقافي لجذب أكبر عدد ممكن من الجمهور، وليس لزيادة عدد المؤلّفات.

أمام المؤسسات الثقافية فرص كثيرة لتفعيل دور الناقد ونشر الوعي حوله، عبر إطلاق برامج ترتقي بالذائقة الأدبية لدى الأفراد وبمعية نقّاد يأخذون بأيديهم لسبر أغوار المنتجات الأدبية والتعامل معها معاملة نقدية واعية، ليصبح النقد جزءاً لا يتجزّأ من التأمّل والتفكير.