الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«مريم الصّيد».. المُتْعة في اللون

«مريم الصيد».. فنّانة تشكيلية ليبية، وعضو هيئة التدريس بكلية الفنون والإعلام بجامعة طرابلس.. مرت تجربتها التشكيلية بعدة مراحل، البداية كانت بتجسيد الزخارف المستوحاة من الإكسسوارات التقليدية الليبية، ثم مرحلة الاهتمام بالتراث الليبي، إلى مرحلة تجسيد أشخاص بأجساد تعبيرية تجريديَّة.

تؤمن مريم الصيد بأن الفنون والآداب لها دور فعال وأساسي في بلورة مفاهيم المجتمعات نحو قيم الخير والجمال والتسامح، ودائماً هناك بصيص أمل يرفرف في الأفق البعيد وهو الحب والسلام.

أنتجت خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا العديد من الأعمال الفنية، أولها لوحة «ثورة كورونا»، وهي عبارة عن ثورة عارمة ضد الوباء والوقاية منه، رسمتها بدوائر لونية مختلطة باللونين الأخضر والأزرق، تجسدت في شخص بكمامة يبدو على ملامحه الذعر والقلق اللذان سيطرا علينا فترة الحجر الصحي، وأثّرا على تعاطينا مع الحياة حيث مصير مجهول لا نعرف له من نهاية.


أما اللوحة الثانية، في زمن الجائحة، فتجسدت في امرأة داخل مكان يشبه السجن قضبانه من الحديد، وكأنها إشارة إلى أيام الحظر الكامل والخروج فقط لقضاء بعض الأشياء الضرورية.


لا يمكن للفنانة مريم الصيد أن تحدد من أين تستمد فكرة لوحاتها، لأنها ترى أن الفن هو نتاج إبداعي، لون من ألوان الثقافة الفنية الإبداعية، فهو التعبير عن الذات، فعندما تبدأ في الرسم أو استحضار فكرة العمل لا بد من وجود ذلك الانسجام الكامل بين ذاتها والألوان والخطوط.

وربما يحدث ذلك الانسجام من ردة فعل تتجسد في ذلك الصراع الناشئ من ألم أو معاناة، وعندها تنبثق تلك الفكرة لتسهم في إيجاد رؤية فنية تبدأ في التبلور، لتكتمل بلوحات أطلقت عليها، «انسجام»، و«ألف قصة وحكايا»، و«الحياء»، و«ابتهاج الروح»، و«عناق»، و«الحلم» وغيرها، الأمر الذي يحيلنا إلى الاعتقاد بأن الحالة المزاجية للفنان تؤثر في شكل العمل، فمثلاً إذا كان الفنان يشعر بالسعادة فسنرى لوحته تتكون من ألوان وخطوط مبهجة.

تجد مريم الصيد في عالم الألوان متعة مختلفة، فهي لا تحب أن تشرح تفاصيل اللوحة، وإنما تترك للمتلقي أن يتأملها كتجربة جمالية ويغوص في أعماقها، واللوحة يجب أن تلامس شيئاً داخله لتترك آثارها في فكره ووجدانه.

الإنسان في لوحاتها يشغل كل تفكيرها، وفي كل جولة لونّية تدفع الفنانة خيالها للتحرر من التكرار أو الركود، من خلال تطوير نتاجها الفني عبر التجريب المستمر.