الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المركز القومي للترجمة.. وإثراء الساحة الثقافية

عقب نشر مقالتي الأسبوع الماضي عن واقع الترجمة بين العربية والأردية تلقيت اتصالاً هاتفياً من صديق مصري، وهو أستاذ معروف في مصر والهند لجهوده الاستثنائية في مجال الترجمة من الأردية إلى العربية، يشكو من إغفالي عن ذكر اسم المركز القومي للترجمة بالقاهرة، وأدركتُ أن شكواه جائزة بل وجيهة، فهذا المركز القومي للترجمة قدم جهوداً جبارة في مجال ترجمة الكتب في شتى الفنون والعلوم في ثلاثين لغة، ومنها الأردية، إلى اللغة العربية، ولن يجوز الإغفال عن ذكر دوره في أي عرض للترجمة بين الأردية والعربية.

ويمثل المركز القومي للترجمة (أسسه د.جابر عصفور عام 2006م)، أهم الحلقات في سلسلة طويلة من الجهود المبذولة في مجال الترجمة في التاريخ المصري الحديث التي بدأت مع إنشاء مدرسة الألسن على يد رفاعة رافع الطهطاوي (1835م) ساعياً إلى إمداد الساحة العلمية والثقافية في الوطن العربي بالأصول المعرفية الحديثة في لغات العالم، وإثرائها بالمستجدات المعرفية وسد النقص المعرفي في المكتبة العربية، مع العلم بأن الترجمة هي الجسر الوحيد للمثاقفة الناضجة بين الشعوب والأمم.

وإضافة إلى الارتقاء بأوضاع الترجمة عموماً وتأكيد ريادة مصر في عمليات الترجمة خصوصاً، استطاع المركز أن يفتح نوافذ المعرفة أمام القارئ العربي في معظم مجالاتها وأقطارها ولغاتها «بعيداً عن هيمنة لغة واحدة أو الاقتصار عليها تأكيداً لمبدأ التنوع الثقافي الخلاق».


وحتى عام 2016 أنجز المركز ترجمة 1000 كتاب، وتمثل الكتب المترجمة أهم الكتب في مختلف العلوم والفنون في شتى اللغات.


عودة إلى موضوع الترجمة بين الأردية والعربية، فقد أنجز المركز ترجمة حوالي 50 كتاباً من الأردو إلى العربية، وهي كتب مهمة في شتى الفنون والتخصصات، وهو جهد مشكور جداً وخاصة أنه يأتي من بلد عربي يهتم بنقل تراث عريق في لغة الأردو.

ويستحق كل من أ.د. جلال السعيد الحفناوي وأ. د. أحمد محمد القاضي، والأستاذ سمير عبدالحميد إبراهيم كل التقدير والعرفان، وجميعهم أساتذة مصريون على جهودهم الرائعة في نقل الكتب الأردية إلى العربية برعاية المركز القومي للترجمة بالقاهرة، ولقد حظي الدكتور جلال الحفناوي بنصيب الأسد في هذه الترجمات، حيث ترجم حوالي 21 كتاباً مهماً إلى العربية، وحاز جائزة الشيخ حمد الدولية للترجمة والتفاهم الدولي في عام 2017م عن ترجمة كتاب «شعر العجم» للعلامة شبلي النعماني إلى العربية.