الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كنوز المكتبات.. و«نادي تراث الإمارات»

ظلّ «مركز زايد للدراسات والبحوث» التابع لنادي تراث الإمارات، منذ إنشائه حتى اليوم، ينهض بدور رائد في حفظ التراث ونشره وتمكينه، بأنشطته المختلفة من إصدارات ومحاضرات وندوات، وغيرها من أمور معروفة لدى كثير منا؛ لكن قد لا يعرف بعضنا أنه يحتضن مكتبة غنية بنوادر الكتب والدوريات التي لا غنى عنها للباحثين في مجالات شتى، وقد سنَحت لي فرصة لزيارتها والاطِّلاع على أعداد من دوريات نفيسة، وهي:

«مجلة مجمع اللغة العربية الملكي بالقاهرة»، التي صدر عددها الأول 1934 مُتَضمِّناً مرسوم إنشاء المجمع الملكي للغة العربية 1933م، وقرارات مهمة للمجلس في مجال اللغة العربية، ومقالات رصينة لمفكرين أجلاء؛ ولا شك أنها تفيد الإعلاميين والكتَّاب في صناعة الكتابة السيلمة.

«مجلة الرسالة» التي أسسها الأديب الكبير أحمد حسن الزيات 1933م، وهي ليست مجلة فحسب، ولكنها أيضاً مدرسة خرَّجت كثيراً من رواد النهضة العربية، ومثَّلت عهداً جديداً من التفكير العلمي والنقدي في ساحتنا العربية.


مجلة «المورد» العراقية، التي تضمَّن مجلدها السابع / عدد 1 لسنة 1978 أبحاثاً متنوعة في تراثنا الثقافي والعلمي؛ كرحلة الفِتية المغرَّر بهم في المحيط الأطلسي لكشف أسراره ومعرفة ما وراءه، وهي رحلة رائدة تنم عن طموح أوائلنا وعُلُو همتهم في الاستكشاف.


«مجلة الشروق»، التي صدر عددها الأول 1970م عن دار الخليج للصحافة بالشارقة، لكنها توقفت قبل أن تُستأنَف 1992؛ وشمل مجلَّدها الأول بعد التوقف مقالات ثقافية واستراتيجية وتنبؤات لعلها تتحقق الآن في منطقتنا.

قادتني قراءة المجلَّد إلى حوار طريف مع أحد أحفاد أبي عبدالله محمد آخر ملوك غرناطة، وهو رضوان ريشيكو الذي هاجر أسلافه إلى تونس واستقروا بها؛ وقد تحدث في الحوار عن تاريخ الموريسكيين، وزيارته الأولى للأندلس 1989 حيث استقبلته السلطات الإسبانية، بصفته حفيداً لآخر ملوك غرناطة، وسلَّمته المفتاح الرمزي للمدينة، ووصَفَ ما اعتراه يومئذ من تداعيات وذكريات حافلة بالأحزان والآلام...!

«المجلة العربية للعلوم الإنسانية»، التي صدر عددُها الأول عن جامعة الكويت 1981، وتضمن أبحاثاً قيمة في مجالات الثقافة والفكر.. كانت رحلة مفيدة مع هذه الدوريات، وقد أحسست خلالها أن أشياء كثيرة تغيَّرت، إذ كانت الجودة والعمق معيار الكتابة فيها، وهذا سرُّ تأثيرها ودورها في التنوير.