الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الشباب العرب.. والذكاء الاصطناعي

ما من شك أن إقبال الشباب العرب على البرامج المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، يعكس وعياً عالياً لديهم بأهمية تعزيز مهاراتهم وقدراتهم التكنولوجية، استعداداً لمتطلبات وظائف المستقبل، ذلك أن برامج الذكاء الاصطناعي تتيح للشباب العرب فرصة المشاركة في تجارب واقعية ومشوقة في مجال التطبيقات التكنولوجية الحديثة، وتتيح فرص التطور التكنولوجي لمهاراتهم، وتدعم تفكيرهم وتوظيفهم لهذه التقنيات في الدراسة والعمل والمشاريع المستقبلية.

إن الاهتمام العالمي يتزايد يوماً بعد يوم بمجال الذكاء الاصطناعي، حيث إن مستخدمي الحوسبة السحابية دمجوا الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملهم، ما يؤكد ضرورة عدم الانتظار في استخدام وتطبيق هذه التكنولوجيا والاستفادة منها، وأن على الخبراء وخصوصاً في كليات التقنية العليا نَقْل مهارات الذكاء الاصطناعي إلى الشباب، حتى تكون الأجيال القادمة مواكبة للتغيرات العالمية المتسارعة.

إن بناء جيل متمكن من تكنولوجيا المستقبل يجب ن يمثل توجهاً رئيسياً لحكومات الدول العربية، بهدف تعزيز مواقع الدول ودورها الريادي في تطوير مجالات توظيف التكنولوجيا في خدمة المجتمعات، ذلك أن الذكاء الاصطناعي وتقنياته الحديثة تمثل الأدوات المستقبلية الرئيسية لتعزيز الاقتصاد المعرفي المستدام والتنمية الشاملة.


اليوم ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أفضل السياسات والبرامج هي تلك التي يتم تنفيذها بواسطة (الشباب من أجل الشباب)، بمعنى أن المستخدمين النهائيين هم المطورون والمؤسسون أنفسهم للبرامج والسياسات التي يحتاجون إليها، بالطريقة التي يقوم بها مثلاً متعاملو آيفون عبر تقديم ملاحظاتهم لشركة أبل بهدف تصميم أفضل الإصدارات الجديدة من آيفون».


ولننْظر مثلاً إلى ما قامت به دولة الإمارات قبل أشهر قليلة، إذْ أطلقت العديد من المبادرات والبرامج لتجهيز جيل الشباب لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتمكينهم بمهارات البرمجة، ولا يخفى أن دولة الإمارات بدأت تعليم مهارات الذكاء الاصطناعي للطلاب في مختلف المراحل الدراسية وحتى المرحلة الجامعية.

يبقى الأمل في التركيز على توحيد كافة الجهود سواء في كل دولة عربية أو في عالمنا العربي مجتمعاً، من أجل تطوير الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى الهدف الأسمى لجعل العالم العربي مركزاً إقليمياً ودوليا للذكاء الاصطناعي. أخيراً أقول: الاهتمام بالذكاء الاصطناعي وما يرتبط به من علوم ليس ترفاً بل طريقاً يسلكه الشباب نحو المستقبل، حيث قدم علم الذكاء الاصطناعي حلولاً ابتكارية لمختلف مجالات الحياة ما يستوجب معه إعطاءه الأولوية في كل البرامج والمشاريع.