الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«العلكة».. رواية العشرية السوداء الليبية

منصور بوشناف.. روائي وكاتب مسرحي ليبي، ترجمت روايتُه الأولى «العلكة» إلى عدة لغات أجنبية، ولكنه يرى أن الأدب العربي المترجم لا يلقى الاهتمام المطلوب، وتتناول الرواية الحياة بمدينة طرابلس والوضع العام في ليبيا خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، وهي رواية تفيض بالسخرية وتصوّر حياة المجتمع تحت نظام ديكتاتوري.

منعت رواية «العلكة» من التوزيع في ليبيا مرتين، الأولى في عام 2008، حين صدورها، والمرة الثانية بعد الربيع العربي.. فهل هذا يعني أن قوانين المنع والمصادرة في عصر التدفق الحر للمعلومات لا تزال سارية في ليبيا؟ يرى منصور بوشناف أن روايته لا تستحق كل هذا، فهي رواية صغيرة علكت عبث وفراغ ثمانينات القرن الماضي حين تجمد كل شيء، ولم يتبق لليبيين من حراك عدا اللَّوك ومضغ الفراغ وسط خرائب وقمامة المدن والأرياف والبوادي.

اليوم «العلكة» تصدر بطبعة جديدة (2021 ـ دار الفرجاني)، وبغلاف النسخة الإنجليزية وعرضت في معرض القاهرة الدولي للكتاب وننتظر دخولها إلى ليبيا.


«العلكة» تتحدث عن خراب الإنسان والمكان واللاعدالة الاجتماعية والأزمات السياسية، والبطل الأساسي في الرواية هو مدينة طرابلس، التي يسميها المؤلف «فرن التحول الليبي»،، لأن كل التحولات الليبية تحدث في طرابلس أولاً، طرابلس «المركز المهمش» و«الهامش المركزي» حتى يعتقد أنه لا يمكننا فهم ليبيا دون فهم طرابلس أولاً، لذا حين يكتب عن طرابلس فإنه يكتب عن ليبيا كلها.


ويعتبر الناشر أن رواية «العلكة» رواية نابضة بالحياة، صورة سريالية لمجتمع معزول عن العالم لكنه أكثر عرضة لتغيرات التاريخ، وتلخص العلكة بأسلوبها الساخر، البحث الوجودي لمسألة العيش تحت نظام قمعي مستبد، حيث إن الحركة الرتيبة للعلك تستمر بلا انقطاع، بينما يتحول الإنسان والزمن والأرض إلى خراب.

الرواية مضحكة ومبكية في الوقت ذاته، حيث تجسد عشرية سوداء عاشها الليبيون.. الأسواق مغلقة في وجه كل السلع، وكانت العلكة برمزية كبيرة تعكس الثراء والحياة الكريمة، وشرع الجميع في لوك كل شيء، الحرية والعدالة والرفاهية، الفلسفة والسياسة والاقتصاد، لوك عبثي لا نهاية له.

الرواية تطرح جانباً تاريخيّاً من الحياة الليبية خلال فترة الثمانينات، وهنا يمكن اعتبارها عملاً روائياً تاريخياً وتوثيقياً، ترصد عقداً من حياة الليبيين، بل وتتداعى شخصياتها وأحداثها إلى قرون الميلاد الأولى.