السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

صحفي برتبة سفير

تُجمع المعلومات، يتم تحليلها والتحقق منها، ومن ثمّ نشرها، وهذا باختصار فحوى الصحافة... لقد بدأت كأوراق مكتوبة بخط اليد لحفظ الأحداث المهمة، إلى أن ظهرت فكرة استخدام المطبعة من أجل طباعة هذه المواد في ألمانيا عام 1605.. اليوم، بات الخبر الصحفي في صراع شرس مع اجتياح التكنولوجيا وتعدد مستخدميها، إلى أن أصبح أشبه بسلعة استهلاكية تسعى إلى تلبية ازدياد الطلب على الخبر من خلال فائض عرض وكالات الأنباء من ناحية، وسطحيتها من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي - بمحض الصدف - من ناحية أخرى، حتى بدأ الخبر يفقد قيمته وبريقه.

من ناحية أخرى، تعاني الصحافة أحياناً في أيامنا هذه من تخمة دبلوماسية مفرطة من حيث المجاملة والتملّق في الطرح، وذلك في محاولة للابتعاد عن المساءلة القانونية، ليتخذ الخبر الصحفي شكل قالب الحلوى الشهي من حيث الإخراج، لكنه بمضمون بلاستيكي مصطنع غير قابل للتصديق أو البلع.. فهل يعقل أن تعلن إحدى الفنانات عن وفاة ابنتها - التي لم تعلن مسبقاً عن ولادتها - كاشفة عن صورة «دمية» للمتوفاة، دون أي نقد يذكر؟ وما الذي يمنع؟ ما يصبو إليه الوضع الراهن هو دبلوماسية من نوع آخر، قد تنقذ السبق الصحفي وجرأته من الانقراض.. دبلوماسية، تضمن للصحفي حق التمتع بالحصانة التي تحميه من ضرر التهديد أو المقاضاة لينطلق في فضاء البحث والاستقصاء دون قيود أو تردد، مع الحفاظ على شرف المهنة، الضمير الحي وتوثيق الأدلة.. فهل يمكن يوماً ما أن يصل الصحفي إلى مرتبة السفير الممثل لعالم الصحافة؟