الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

الصحافة الورقيَّة.. المواجهة والصمود

لم يتسبب التلفزيون في اختفاء الراديو، ولم يؤدّ ظهور السينما إلى موت المسرح، وبعد صناعة الهواتف الذكية وخدمات الأخبار عبر الإنترنت، أصبح كل شخص بإمكانه الحصول على الأخبار عبر الإنترنت مجّاناً، فإن هذه التغييرات والتطورات دفعت البعض إلى التنبؤ بموت الصحافة الورقية في القريب العاجل.

وفقاً لحسابات كثير من الخبراء من أمثال فرانسيس غوري وفليب مايير اللذين توقعا موت الصحافة الورقية وبأن آخر عدد ورقي منها يصدر لها مع نهاية عام 2023، لكن الدكتور عادل المزوغي يرفض هذا القول، ويعتبره ليس صائباً بشكل دقيق، وتبقى مجرد توقعات أو مجرد إفراط في الإعجاب بالتطورات الحديثة لتقنيات الإعلام، وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي.

هنا لا بد أن نسأل: كيف يمكن إنقاذ الصحافة المكتوبة رغم ما تعانيه الصحف من مشكلات مالية؟ وهل توقف العديد من الصحف والمجلات المهمة سببه المال أو بسبب خدمات الإنترنت التي سهلت الوصول إلى الخبر لحظة وقوعه؟


ستكون الإجابة عن هذا السؤال ما ذكرته إحدى الدراسات العلمية، فقد ذكرت أن 80% من محتوى الصحيفة الورقية المنشور قد اطلع عليه القارئ مجاناً قبل ليلة الصدور، لكن هذه الدارسات أكدت أيضاً أن 20% من النسبة الباقية يمكن أن تزيد وتتطور في حالة اعتماد وتركيز الصحف الورقية على مقالات الرأي والتحليل وسرد القصص الإخبارية، التي يقل وجودها في وسائل التواصل الاجتماعي.


كل تلك التحليلات تؤكد أن الصحافة الورقية ستصمد أمام كل ما يحدث في عالمنا من تغييرات، بسبب محاولاتها الدائمة لصناعة محتوى متجدد يناسب عالمنا المعاصر من حيث السرعة والجديد والتزامها الموضوعية، والأهم من كل ذلك القارئ الذي لا يزال يبحث عنها.

وستظل معركتها مع الصحافة الإلكترونية مستمرة، وستعمل كل من الصحافة الورقية والإلكترونية على تطوير مهارات الصحفي وإنتاج محتوى صحفي مختلف، هذا فضلاً عن أن هذه المنافسة في صالح القارئ.

صحيح أن الصحف الورقية تعرضت لتقليص عدد طبعاتها والتوقف مؤقتاً وغيرها من المشكلات الفنية بسبب جائحة كورونا، لكنها لم تتوقف نهائياً، واكتفت المتوقفة بطبعات إلكترونية بعد انتشار تحذيرات من أن العدوى يمكنها الانتقال عن طريق الورق.. هذه الجائحة كغيرها من الصعاب التي مرَّ بالعالم، ولا بد أن تنجلي وتعود الحياة إلى طبيعتها، وتعود الصحف المتوقفة للصدور.