الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مكتبات «المترو» تتأقلم مع كورونا

أصبحت بعض محطات المترو العالمية تحفاً ثقافية حقيقية، المترو لم يعد الوسيلة الأكثر سرعة عموماً فقط، ولكن أيضاً مكاناً ثقافياً حقيقياً، فبمجرد أن تجلس حتى تواجهك كل أنواع الدعاية العامة والثقافية كالمعارض، والمواسم الموسيقية، والمتاحف، والنشاطات المختلفة في المدينة، لكن الجديد في الأمر منذ سنوات قليلة، هو دخول الكتاب تحديداً كمادة ثقافية للدعاية، تحتل مساحات معتبرة في محطات المترو.

يعتبر مترو باريس مثلاً تحفة هندسيّة في الكثير من محطاته، منها محطة: فنون ومهن التي اكتسى حائطها المُحدودب بالنحاس وكأننا داخل غواصة، محطة اللوفر ريفولي بإضاءتها المخففة وكأننا في متحف، محطة الكونكورد التي تم تأهيلها مؤخراً وبداخلها سلسلة من الحروف الزرقاء على قطع الرخام الأبيض، حين يتم تجميعها نكتشف أنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكن الشيء الذي يذكر قليلاً هو تحول محطات مترو باريس إلى أمكنة ثقافية تهتم بالكتاب، وبآخر الإصدارات، صحيح أن الغرض تجاري في النهاية، لكن هناك رهاناً على الكتاب كقيمة ثقافية وتجارية تستطيع الدعاية أن تقنع المستهلك بجدواها.

توضع حالياً على واجهات المترو الروايات التي صدرت مؤخراً، خاصة بالقراءات الصيفية المريحة التي تخترقها المغامرات أو التاريخ التخييلي الذي ينشئ عالماً روائياً يستحق كل التأمل والاهتمام تحت إعلان «صيف على الورق»، وتحته بخط ناعم وواضح «افترسوا خيارات مكتباتنا من أجل استراحة الهروب»، سلسلة من الروايات بصور أغلفتها المشرقة، وكلها في مطبوعات الجيب التي تعني أمرين للقارئ، أولاً: أن الكتاب في متناول اليد نظراً لصغر حجمه ولثمنه الزهيد، وثانياً: القيمة الثقافية للأعمال، لأن التي اختارتها هي المكتبات، نظراً لإقدام الجمهور عليها، وأغلبها حاصل على جوائز مرموقة مثل الغونكور، وجائزة القراء وغيرها، مثل رواية «وقائع بريدجرتون» للكاتبة جوليا كين، ورواية «بلاد الآخرين» لليلى سليماني الحاصلة على جائزة الغونكور قبل ثلاث سنوات، ورواية الكاتب الكبير جون كريستوف روفان: «الأميرة»، ورواية دولوريس رودوندو: «الجهة الشمالية من القلب» التي حصلت على جائزة القارئات الكبرى لمحلة إيل (هي)، وهي جائزة مهمة لأنها تظهر صدى الكتاب لدى قطاع واسع من القراء، وكلها موجودة في محلات «الفناك» المختصة في الكتاب والوسائط الثقافية الأخرى.


لقد تأقلمت محطات المترو مع كوفيد، مثل أمازون، فأصبحت توصل الكتاب إلى البيوت والمؤسسات في أوقات قياسية مع خصم خمسة بالمئة.. فمتى تدخل دعاية الكتب إلى محطات المترو والترام العربية؟