الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

في لوحات «يوسف السيفاو».. للمرأة حضور

تُشكِّل المرأة في لوحات التشكيلي الليبي «يوسف السيفاو» سيرة حياة وقصّة كفاح، لذلك لم يفكر رسمها في صورة المرأة المُكبَّلة، وبالتالي هي امرأة حرة.

وهو يرى أن الفن والحياة وجهان لعملة واحدة، وكأن الحياة آلة جبّارة ترهق الناس، وفيها ما يكفي من هموم، يحتك بها الإنسان وينتج عن ذلك الاحتكاك تفاعل اجتماعي وإنساني يجر بدوره هموماً أكبر، ما يحيل الإنسان إلى كومة من المشاعر الملتهبة التي تختلف حدّتها من شخص إلى آخر، وبالتالي تختلف القيود تبعاً لطريقة استقبال كل فرد لها.

يشغله المُتلَّقِي كحالة إنسانية لها تفاعل مباشر مع الحياة، وهذا المُتَلَّقي هو الفنان ذاته بعدّة أشخاص وفي عدة ظروف، فلا فنان بغير متلقٍّ، وكلاهما نسيج واحد مكمل لبعضه البعض، لذلك يشكل أفراد مجتمعه بخساراتهم وهمومهم ونجاحاتهم مصدره الأول للإلهام، فالفن عنده هو واجهة المجتمع ومرآته.


ويؤمن التشكيلي يوسف السيفاو بأن الفنان هو أول انعكاس للحالة الصحية لمجتمعه، والمجتمع بدوره انعكاس لتلك الحالة النفسية والمزاجية التي يمرُّ بها الفنان، وقد تكون هذه الحالة نتاج لحظة أو موقف أو تجمّع لمجموعة من الرؤى، التي تتَّخذ لنفسها شكلاً محدداً وملحاً، يظل يصر على الخروج للعلن في عمل تشكيلي ينفذه عادة على سجيته.


ويعتبر الفنان يوسف السيفاو: أن موضوع الفن وعلاقته بالحياة، يظل موضوعاً معقّداً، وقد حاول البشر تجسيد تلك العلاقة بمدارس فنية متعددة، كانت للإنسان ذاته الحصة الأبرز، وسيظل صراعه معها موضوعاً مستمراً ما دامت هناك حياة تستمر وفنان يعبّر، ولوحة تحكي قصة.

ويستعد يوسف السيفاو هو ومجموعة من التشكيليين لإعداد مشروع فني بحاجة إلى وقت وتنظيم وحيادية كبيرة ليكون مرجعاً واقعياً للحركة التشكيلية الليبية، وذلك لحاجة المكتبة الفنية إلى كتب ومراجع يرجع إليها الباحث حول الفن التشكيلي الليبي ومراحل تطوره.

ويرفض يوسف السيفاو الفكرة التي تقول: يجب على الفنان عدم تسمية لوحاته، لأنه بذلك يحصر المتلقي داخل تفسير محدد، بل على العكس من ذلك اسم اللوحة يولد مع الفكرة، ولا يمكنه أن يحصر المتلقي في تفسير واحد، وكما اللوحة مفتوحة على تأويلات كثيرة أيضاً عنوان اللوحة يمكنه فعل ذلك، خاصة اللوحة التجريدية.

وعلى خلفية ما سبق ذكره، يظل الفن التشكيلي أو الفن البصري نافذة على حياة، تضج بالحركة والألوان والخطوط ولحظة تأمل.