الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تزييف عميق وقاتل أحياناً

بمقدار ما تحولت شبكة الإنترنت إلى مصدر غني بالمعلومات، التي يمكن أن تجيب عن كثير من التساؤلات، في شتى مجالات الحياة، إلا أن هذا الكم الهائل من البيانات التي يتم ضخها في شرايين الشبكة العنكبوتية بدون أي ضوابط، جعل الإنترنت مكاناً يعج بالأكاذيب والمعلومات المغلوطة والمضللة وأحياناً القاتلة.

ولا يقتصر الكذب والتضليل ونشر المفاهيم الخاطئة على القضايا السياسية والإعلامية وهو أمر مألوف إلى حد ما، لكن الأمر تجاوز ذلك إلى ضخ كثير من المعلومات الطبية المزيفة التي لا تُسند إلى أي مصدر طبي حقيقي أو معتبر.

فعلى مواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي يتبادل الناس اليوم الوصفات الطبية والخلطات العشبية، وحتى بعض أسماء الأدوية والمكملات الغذائية التي لم يتم ترخيص استخدامها من قبل الجهات المعنية في معظم دول العالم ويمكن أن تشكل خطراً فعلياً على حياة من يتناولها.

وقبل سنوات خلص باحثون متخصصون إلى أن معظم المعلومات والأخبار المتعلقة بالصحة على منصات الإنترنت خاطئة، بعد أن حللوا عشرات المواقع والتطبيقات التي تبث مثل هذه الأخبار والتي يناقض بعضها بعضاً وتلقي بغمامة من الشك حول مصداقية المؤسسات الطبية والبحثية الحقيقية.

وواقع الحال أن التحري عن مصداقية أو صحة أي معلومة متداولة على الإنترنت اليوم بحاجة إلى جهد هائل وكبير واستثنائي، فمع تقدم وسائل الاتصال، تقدمت كذلك أساليب التزييف والاحتيال، وطال ذلك كل عناصر المعلومة، بدءاً بالنص، مروراً بالصورة ووصولاً إلى الفيديو.

وعلى وقع هذا الاتساع في حجم الأكاذيب والمعلومات المضللة، اتجهت معظم شبكات الإعلام المرموقة في العالم لاستحداث أقسام خاصة للتحقق من صحة البيانات والوسائط، غير أن تلك الجهود المبذولة لمحاربة التزييف الإعلامي، ما زالت في مراحلها الأولى وليست قادرة على مواجهة السيل من المعلومات غير المدققة التي تتدفق في كل ثانية على الشبكة.

ولم يتوقف صناع المحتوى الزائف عند حد، حيث ظهر مصطلح جديد في الآونة الأخيرة عرف بالتزييف العميق، وهو عبارة عن تقنية حديثة جداً تم استخدامها في تقمص شخصيات شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تيك توك»، عندما تم استحداث حساب للممثل العالمي «توم كروز» على المنصة، وهو يقوم بأداء حركات ورقصات، قبل أن يتبين لاحقاً أنه تم استخدام تكنولوجيا deepfake لإنتاج مثل هذه المقاطع الخادعة بعناية.