الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الإعلام والمثقف.. «صراعات خفية»

دار حديث بيني وبين شاعر له ثقل عربي، أحترمه جداً، فهو زميل إعلامي مثقف. الحديث كان حول افتقاد زمننا للأشخاص الذين يشكلون الظواهر الثقافية في مختلف الحقول الأدبية والفلسفية والشعرية وغيرها، رغم وجود أسماء لها من العطاء ما يتصف بالثراء والعمق.

قديماً، كانت الناس تعرف شعراءها وكتابها وحكماءها من دواوين السلاطين، وكذلك الحال مع وسائل الإعلام التي بأدواتها تساعد على ظهور شخصيات والالتفات إليها، وهنا تبرز قوة الإعلام بقدرته التأثيرية العالية وتوجيهه للرأي العام، ولكن ماذا عن الوضع اليوم؟!

يرى البعض أن فتوراً أصاب العلاقة بين المثقف والإعلام، فالأول وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي رأى مساحة أوسع من الحرية في التعبير، وابتعد عن مقص الرقيب في الإعلام التقليدي وأصبح أكثر احتكاكاً بجمهوره رغم استياء البعض من ضياع حقوقهم الفكرية التي تتعرض غالباً للسرقات، في المقابل أصبح بعض الإعلاميين يعتلون أبراجاً عاجية وينظرون للمثقفين بندية واضحة، فتراه يستجوب ضيفه أكثر مما يطمح لاقتناص المعلومة، ويتعالى بإسكاته وإحراجه ليثير حفيظته ويستفزه.


تغيرت العقليات الإعلامية واتجهت بعيداً عن المحتوى، ما أضعف المادة وجعلها خاوية، إلا من الغث المتكرر في قوالب جاهزة ومستوردة.. فكانت هذه أحد أهم أسباب الهوة والصدع بين طرفي العلاقة من وجهة نظري !


في الجانب الآخر، استكان بعض المثقفين في زوايا تهجدهم، مبتعدين عن قضايا مجتمعاتهم، ما ترك المجال أمام بعض السطحيين لاعتلاء منابر الإعلام وبث غواغئيتهم عبرها !