الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

جرنة ومحفوظ.. ونوبل

ظُهر الخميس الماضي، أعلنت الأكاديمية السويدية فوز الروائي عبدالرزاق جرنة بجائزة نوبل للآدب هذا العام. الخبر مبهج والفوز مستحق، مبهج لأن جرنة ليس من «شلة» الساعين إلى نوبل، والذين تقف خلفهم مليشيا نقدية وإعلامية هناك وهنا، تصدع رؤوسنا كل سنة، جاء جرنة من خارج الصندوق، وهذا يجب أن يُحسب للجائزة.

الذين التقوا بجرنة من المصريين والعرب يؤكدون أنه يتابع العالم العربي جيداً، أما الهاجس الذي يسيطر على أعماله هو مصير مواطنيه الأفارقة الذين يهاجرون إلى أوروبا.

وبنظرة على عدد من الفائزين أو المرشحين لنوبل، فسوف نجد أن معظم الأفارقة والآسيويين منهم، يعيشون خارج بلدانهم ويكتبون بلغة أوروبية، غالباً الإنجليزية، منهم أوهان باموك من تركيا، الذي يعيش خارج بلاده، أليف شافاك، كذلك الصومالي نور الدين فارح، والأفغاني خالد حسيني، وهكذا هم جميعاً انتقلوا إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، ويكتبون وينشرون بغير لغتهم الأم، وإن ظل كل منهم يحمل همه المحلي داخله، يكتب عنه ويحيله إلى حالة إنسانية عامة، وما يقدمه في هذه الحالة يصبح جديداً، وممتعاً بالنسبة للثقافة الغربية، وكذلك لجنة جائزة نوبل، وغيرها من الجوائز مثل «مان بوكر» في لندن، و«غونكور» في فرنسا.


أما نموذج مثل نجيب محفوظ، فيبدو أن الفرصة أمامهم باتت محدودة، لا أود أن أكون متشائماً وأقول منعدمة، ذلك الكاتب الذي يعيش داخل مجتمعه، يكتب بلغته المحلية عن هموم وقضايا أمته، ثم ينتظر أن تُترجم أعماله إلى الإنجليزية، وتلقى تقديراً نقدياً ثم ترشح لجائزة.. رحلة طويلة وشاقة محفوفة بالمستحيل!