الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

طفرة أسواق الأسهم

تشهد أسواق الأسهم في أمريكا، طفرة غير مسبوقة منذ بداية جائحة كورونا، وقد شملت أحجام التداول وعدد المتداولين الجدد بالإضافة إلى المستويات السعرية لأسهم الشركات. وساهم في ذلك أسعار الفائدة المتدنية، بالإضافة إلى نمو أعمال الكثير من المؤسسات وخصوصاً شركات التقنية الكبرى، لكن أهم الأسباب برأيي كان تطور منصّات التدوال التي يقدمها الوسطاء الماليون.

فمن خلال ترويج تلك المنصّات لمنتجاتها، قامت ضمنياً بالتسويق للأسواق، ومع سهولة الاستخدام والخدمات المتطورة التي أصبحت متاحة للأفراد، صار الدخول إلى عالم الأسهم عملية بسيطة لأي شخص، بغض النظر عن حجم استثماره.

إن التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في العقدين الأخيرين انعكس أيضاً على الشركات الموجودة في أسواق الأسهم، فكبرى المؤسسات المدرجة في البورصة اليوم هي لعلامات تجارية نستخدم منتجاتها يومياً أو نتابع أخبارها في وسائل التواصل.. فبدلاً من شركات النفط والصناعة والبنوك، أصبح من يتصدر حركة الأسواق شركات مثل أمازون وأبل وألفابيت وتيسلا التي يعرف معظمنا الكثير عنها بدون أن نكون بالضرورة مستثمرين فيها.


بالعودة إلى شركات الوساطة «الثورية» وعلى رأسها «روبينهود»، فإنها قدّمت التداول للأفراد بدون عمولة على تطبيق متقدم تقنياً وفي الوقت ذاته مبسط من حيث تجربة المستخدم والدعم الفني، فنجحت باستقطاب ما يزيد على 20 مليون متداول في 4 سنوات، ما يقترب من عدد المتداولين لدى الشركات الموجودة منذ عقود. وقد نشأت عدة شركات في الولايات المتحدة وأوروبا مؤخراً لتقديم التداول بالطريقة المذكورة ذاتها.


في الجهة الأخرى من العالم، نشهد في منطقتنا بعض التطوير في أسواق الأسهم من حيث الإجراءات والتنظيمات بالإضافة إلى بعض الإدراجات الضخمة لشركات حكومية أو شبه حكومية.

وإن تلك الإجراءات ستساهم بدون شك في عودة الاهتمام بالإسواق وحث الشركات الكبرى على الإدراج في السوق وتهيئة الأرضية للمزيد من التطوير والنمو، ولكن يبقى هناك دور مهم جداً للقطاع الخاص وتحديدا قطاع رواد الأعمال بالابتكار وتطوير خدمات الوساطة المالية ونقلها إلى مرحلة تواكب التطور التقني بعيداً عن الأساليب التقليدية.

إن تطوير وتحسين العلاقة بين المستثمر الفرد والأسواق المالية المحلية من شأنه أن يفتح مجالات الإدراج للشركات الناشئة، على غرار ما نراه في الأسواق العالمية، بدلاً من بحثها عن التخارج لتحقيق عوائد سريعة.

في رأيي إن المجال واسع والطلب سيكون مرتفعاً والأرباح ستكون مجزية، فهل نرى تطوراً ونمواً في قطاع الوساطة المالية يواكب الدعم الحكومي؟