السبت - 12 أكتوبر 2024
السبت - 12 أكتوبر 2024

الشركات على الويب.. والأنماط المظلمة

عندما تزور أي موقع على الشبكة، ستلاحظ الكثير منها يطلب منك تحديد الإعدادات المتعلقة بما يسمى «الكوكيز»، ملفات تحفظ في حاسوبك وفيها بيانات متعلقة بالموقع، الكوكيز لها وظيفة مهمة وهي حفظ بيانات الدخول إن كان الموقع يحتاج لذلك، فمثلاً موقع للبريد الإلكتروني أو مؤسسة حكومية تقدم خدمات مختلفة هذا نوع من الكوكيز، وهناك نوع آخر وهو المتعلق بمتابعة المستخدم ومعرفة أين يذهب؟ وكم يقضي من الوقت في مختلف المواقع؟ وعلى ماذا يضغط من روابط أو صور؟ بل بعض المواقع تتابع حتى مكان مؤشر الفأرة.

في 2011، أصدر الاتحاد الأوروبي قانوناً متعلقاً بالخصوصية يفرض على المواقع تقديم وسيلة لرفض الكوكيز غير الضرورية، ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم ترى تنبيهات في المواقع لتحدد نوع الكوكيز التي ستسمح لها أو سترفضها، وقد أصبح ذلك مزعجاً حقاً، إذ معظم المواقع لا تحتاج لهذه الملفات، وبعض المواقع تحجب محتواها حتى تقرر ما الذي ستفعله بخصوص الكوكيز، وبعضها يجعل عملية الموافقة على استخدام كل الكوكيز سهل، بينما رفض كل الكوكيز يتطلب عدة خطوات!

الأنماط المظلمة يجب أن تُحجب لأنها غير قانونية، فهي حيل بعض المواقع لغش الناس وخداعهم

هذا ما يسمى بالأنماط المظلمة، وهي حيل في واجهة الاستخدام تدفع الناس نحو سلوك محدد يرغبه مالك الواجهة وفي هذه الحالة المواقع.

مؤخراً فرضت الحكومة الفرنسية غرامة على كل من فيسبوك (60 مليون يورو) وغوغل (150 مليون يورو) لأن كثيراً من الناس اشتكوا صعوبة رفض الكوكيز، بينما السماح لها لا يحتاج سوى نقرة واحدة.

الأنماط المظلمة بالطبع غير محدودة بهذه الحالة فقط، بل تستخدم في كل مكان في أي من واجهات تطبيقات الهواتف والمواقع، مثلاً أكبر موقع تسوق في العالم لديه حيلة تجعل المشترين يوافقون على دفع مبلغ شهري للاشتراك في الموقع، والاشتراك يقدم مزايا عديدة لكن قد لا يحتاجها المستخدم، وهذا يحدث مع كل عملية شراء من الموقع، هذا نمط مظلم يكلف مالاً.

في بعض المتاجر الإلكترونية تضيف بعض المواقع خدمات ومنتجات لم يطلبها المستخدم، وعليه أن ينتبه لذلك وينقر على مربعات لإلغائها، غالباً تكون كلفة هذه المنتجات قليلة وعندما يشتريها المستخدم لا يجد دافعاً لإعادتها لكن الشركة تربح باستخدام هذه الحيلة خصوصاً عندما تخدع المئات من الناس كل يوم، وهذه الأنماط المظلمة يجب أن تُحجب لأنها غير قانونية فهي حيل لغش الناس وخداعهم ودفعهم لفعل ما لا يريدونه.