كان الصوت جزءاً كبيراً من عملية التغيير التي طالت عادات الأشخاص في استهلاك المحتوى عبر المنصات المختلفة في عام 2021، وهو ما سيستحوذ على أكثر من ساعة ونصف من وقت مستخدمي المنصات خلال هذا العام في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، بينما ترتفع النسبة من الفئة العمرية من 12 إلى 34 إلى 86%، ومن الفئة بين 35 و54 إلى 72%، ومن الفئة من 54 وما فوق إلى 46%.
هناك عوامل كثيرة دفعت بالكثيرين إلى التعلق بهذه المساحات الصوتية، التي تعود جذورها إلى فكرة التدوين الصوتي الناشئة عام 2004، وأهمها تبعات أزمة كوفيد-19 النفسية والاجتماعية، والتي كشفت حجم الهشاشة التي يعانيها معظم الناس، ومدى حاجتهم إلى التواصل والتعبير.
هذا العام تستمر المنصات المختلفة في تعزيز أدواتها التفاعلية عبر المساحات على توتير، والنوادي الصوتية على كلوب هاوس، والغرف الصوتية على لينكد إن، وغرف فيسبوك الصوتية والغرف الخضراء على منصة سبوتيفاي، لأن هناك تضاعفاً في وعي المستخدمين بدور هذه الميزة التي تعزز العملية التواصلية، دون الحاجة إلى المرور برحلة مستخدم طويلة، تؤثر بشكل سلبي على «انتباه المستخدم».
هناك أهمية كبيرة في التفات صناع المحتوى العربي للفرص التي توفرها المجتمعات الافتراضية لدعم المحتوى العربي
بالنسبة لصناع المحتوى والمسوقين، هذه فرصة جيدة جداً للاستفادة من الأدوات التي يمكن استخدامها لتحليل النتائج، عبر البيانات التي تقدمه لوحات التحكم المرتبطة بالمنصات لأغراض جذب المعلنين والمستثمرين، كما أن آليات الدمج الجديدة مع شركات مزودة أخرى، تساهم في تحسين أداء هذه الميزة عبر الأجهزة الذكية المختلفة، كأدوات تعزيز الواقع المعزز، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب من صناع المحتوى الجدد، واستقطابهم من قبل المنصات مقابل المردود المادي.
هناك أهمية كبيرة في التفات صناع المحتوى العربي لهذه الفرص الاستثنائية، وخلق مجموعات اجتماعية افتراضية تساهم في دعم المحتوى العربي الموجه للعرب والخليجيين بالتحديد، والاستفادة من التغيير الذي تحدثه المجتمعات الافتراضية على مستويات التواصل، بالاستثمار في الجوانب المعرفية والتجارية.
أهم أنواع الممارسات في هذه المجتمعات الافتراضية تلخص في التعليم، التحليل، البحث ورصد التوجهات، وتدريب الأفراد والمجموعات، بالإضافة إلى القدرة على اختبار ديناميكية المجموعات الافتراضية المتجانسة بناء على الاهتمامات والاحتياجات الذي يمثلها هذا الحضور، والذي يمكن استثماره لخدمة الأجيال الجديدة التي افترضنا لفترة طويلة أنهم غير قادرين على الصمود أمام المحتوى الذي تتجاوز مدته الدقيقة.