بداخل كل إنسان صناديق مقفلة، يخفي بداخلها أسراراً تتعلق بجوانب معينة من شخصيته، ولا يسمح لأحد بالاقتراب منها.. حتى أقرب الناس إليه.
كل هذه الأمور طبيعية وموجودة في معظم البشر، ومن يدعي أنه واضح كالشمس، ربما يكون الأكثر غموضاً في الحقيقية، ومن يتظاهر دائماً بالمثالية، ربما يكون الأبعد عنها في الواقع.. فكم فاجأتنا الأيام بأفعال مشينة، صدرت من أشخاص كنا نعتقد من فرط طيبتهم أنهم ملائكة.
الحرية ركيزة الفن، لكن عندما يتعلق الأمر بالأمن الاجتماعي، والاستقرار الأسري، فلا تحدثني عن الفن، ولا الحرية
الفيلم بالنسبة لي كان مملاً، وغير متقن.. لأنه استورد قوالب أوروبية جاهزة، وحشر فيها شخصيات عربية، تختلف عنها في الدين والثقافة والقيم، فجاءت الأحداث مفتعلة، والحوارات غير مقنعة، وبدا أن المخرج مهتم بتوصيل الأفكار المفروضة عليه بأي طريقة ممكنة، بصرف النظر عن السياق الذي تقال فيه.
لا أحب الخوض في النوايا، لكن ما سمعته من حوارات في الفيلم لا يبعث عن الطمأنينة، ويدل بشكل أو بآخر على وجود أجندة خفية شغلها الشاغل زعزعة استقرار الأسرة العربية، وذلك من خلال الترويج لممارسات محرمة دينياً، ومرفوضة اجتماعياً.. مثل الحرية الجنسية، والمثلية، والعلاقات المفتوحة.
أعلم جيداً أن الحرية ركيزة الفن، وبدونها لا تقوم للفن قائمة.. لكن عندما يتعلق الأمر بالأمن الاجتماعي، والاستقرار الأسري، فلا تحدثني عن الفن، ولا الحرية.