السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

القيادة الناعمة.. مهارات وأساسيات

المهارات الناعمة ليست رفاهية، ولا يجب أن تكون كذلك في مؤسساتنا، بل هي جزء أساسي من عملية القيادة بحيث تشكل ما يعرف بـ"القيادة الناعمة“، وهو أسلوب إدارة جديد موجه نحو العلاقات، مازجاً بين المهارات الناعمة وأسلوب القيادة، ويركز على تحديد الأهداف والتأثير على الناس، لإحداث تغييرات سلوكية وإحداث فرق في حياتهم. فما القيادة الناعمة ومهاراتها؟

لهذا النوع من القيادة أهداف كثيرة، أهمها التغلب على عيوب أنماط القيادة الحالية، إدارة مشاعر الناس بنجاح، والتركيز على شخصياتهم وسلوكهم ومواقفهم. هذا النوع هو تكاملي وتشاركي وسلوكي يتبنى أدوات مختلفة مثل، الإقناع، التفاوض، التقدير، التحفيز، والتعاون لإنجاز المهام.

تعكس التغييرات المستمرة في البيئات المؤسسية حاجة كبيرة للتركيز على أسلوب قيادي يتمتع بعدد من القيم أبرزها الثقة «رأس المال الاجتماعي»

القيادة الناعمة تتشكل من ثلاثة جوانب رئيسية، وهي: التواصل مع الآخرين، واتخاذ القرارات، وتنفيذ الإجراءات، كما أن هناك ثلاثة أبعاد مهمة بشكل خاص لمن يتبنى هذه الأساليب، وهي: الرؤية من خلال القدرة على صياغة صورة ملهمة للمستقبل، والذكاء العاطفي الذي يمثله إتقان الذات والانضباط والقدرة التعاطفية، والتواصل بشكل فعال من خلال الرموز والأفعال والتنظيم.
بعد اجتياح كوفيد-19 عالمنا، أصبحنا بحاجة ماسّة لآليات أكثر إنسانية في تطبيقات القيادة، وقد انتبهت الكثير من المؤسسات إلى الأمر، وبدأت بتطبيق فلسفة «الموظف أولاً، العميل ثانياً والشركاء ثالثاً»، التي تخالف الأنموذج الإخضاعي، وتقدم نوعاً آخر يؤكد فيه القائد شخصيته، ويبرز قدراته القيادية من خلال فن الإقناع، إلى جانب الإلمام المعرفي والتقني في مجاله. يحتم ذلك على المؤسسات الالتفات الحقيقي لقيمة مواردها البشرية كأثمن أصولها، فهناك ضرورة للتدريب على مجموعة من المهارات كجزء لا يقل أهمية عن المهارات التقنية، وأبرزها: العمل الجماعي، والتواصل، والمبادرة، والقدرة على القيادة، والتنمية والتدريب، وتقديم الذات.
وأخيراً تعكس التغييرات المستمرة في البيئات المؤسسية حاجة كبيرة للتركيز على أسلوب قيادي يتمتع بعدد من القيم، أبرزها الثقة «رأس المال الاجتماعي» الذي يشكل معياراً أساسياً لبيئة عمل فعالة، تستثمره القيادة الناعمة لنقل المؤسسات إلى بر الأمان في عصر الاضطراب.