استوقفني مَنظران لموضوع واحد، الأول احتفال أقيم في معرض إكسبوا لفنان الإمارات الأول ميحد حمد الذي ذكرنا بصوت الزمن الجميل والكلام الموزون، المصحوب بالموسيقى المتناسقة، بدل أغاني الطماطم الجديدة التي أغلبها استسهال، والتي تظهر لفترة وتنتهي دون طعم.
أدهشني ذلك الحشد الكبير من المراهقين والشباب المواطنين الذين حضروا الاحتفال كدليل على تعطشهم لتراث والجذور الحقيقية لهذا الوطن، وهم ينشدون أغاني بعضها مر عليها أكثر من 40 عاماً ولا تزال أصداؤها تتردد مع الأجيال الجديدة، في سهرة زادت من بهجتها المؤثرات الصوتية والألعاب النارية والأضواء الساحرة وكأنها تكريم لفنان الوطن ميحد حمد.
واختتم ميحد حفلته بأغنية «الله يا دار زايد»، التي ازدانت معها ساحة الوصل باعلام الامارات،، إلى جانب (يولات) الشباب، الذين رقصوا في جماعات، بهجة وفرحا بواحدة من الروائع التي تتغنى بالوطن وراعي الدار، والتي كانت المرسال الدائم بين أبناء الإمارات في الغربة والحنين للوطن، والتذكير بدار زايد العامرة بالخير والتسامح والمحبة للجميع داخل وخارج الوطن.
الأجيال الجديدة متعطشة لتراثها الأصيل، فمتى تنشط مؤسساتنا الثقافية وأنديتنا التراثية، لإعادة ونشر موروثنا الجميل
وكم كان جميلاً لو أن الاحتفالية للنساء امتدت لعدة أيام نتيجة الازدحام الشديد في تلك الليلة خاصة أن «التنظيم» كان ما له وما عليه.
ملاحظتان بسيطتان تدلان على أن الأجيال الجديدة متعطشة لتراثها الأصيل، فمتى تنشط مؤسساتنا الثقافية وأنديتنا التراثية، لإعادة ونشر موروثنا الجميل من خلال أنشطة وفعاليات على طول السنة؟
كم جميل لو كان هناك جزء في مسلسلاتنا الدرامية لتسليط الضوء على موروث أجدادنا. لا أزال أتذكر مسلسل الكرتون (فريج) الذي كان يستخدم شخصية أم سعيد للتذكير بماضينا الجميل وبذلك الموروث الأصيل عن طريق انتقاد بعض التصرفات الدخيلة علينا، أو رواية بعض قصائد الشعر لبعض شعرائنا المخضرمين، وحتى أغاني المسلسل التي تغنى بها أطفالنا.. إن شعبنا يطلب ذلك الغايب فهل يعود؟
خليفة جمعة الرميثي