السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

السعودية الجديدة..

تلقيت دعوة كريمة من الهيئة السعودية للسياحة، لزيارة موسم الرياض.. تشرفت بقبول الدعوة ومنذ اللحظة الأولى لوصولي، لمست «الروح السعودية»، بدءاً من حسن الضيافة العربية التي امتاز بها أهل الخليج عامة، وأهل نجد خاصة، بالإضافة إلى حفاوة الاستقبال والتعاون من جميع من رافقونا في هذه الزيارة، وللأمانة لم نشعر بأنهم يؤدون عملاً، بل شعرنا أننا ضيوف في منزلهم، حيث كانت «المرحبانية» هي السمة التي تطغى عليهم.. كانوا يتحدثون معنا وإلينا بكل الحب والود والتقدير لضيوف بلادهم، وجدناهم سعوديين وسعوديات ممتلئين بالطاقة، وعندما وجدوا الفرصة تفجرت هذه الطاقات، اجتهاد وإبداع ومثابرة، ولو طلبت منهم لبن العصفور لوجدته (حاراً وبارداً).

الجولات العديدة التي قمنا بها بين الأنشطة الترفيهية إلى المتاحف والقلاع، وصولاً إلى المعارض الفنية والثقافية، جعلتني أعرف سر اختيار شعار «تخيل أكثر».

الإبداع في موسم الرياض مزيج بين البيئة الصحراوية والحداثة مع التكنولوجيا في إطار فاخر لم يُبخل عليه لا بالمال ولا بالجهد ولا بالاهتمام، فخرجت الأماكن التي زرتها كعالم ديزني الخيالي، لكنها أكثر إتقاناً في الصنع والتنفيذ على أرض الواقع.

حضرت فعاليات مختلفة ومتنوعة تتناسب مع جميع الأذواق، من فعاليات فنية ومعارض رسم وتشكيل، إلى مسرحيات وحفلات غنائية وأنشطة رياضية ومناسبات ثقافية، لدرجة أنني انفصلت عن زملاء الرحلة (راحوا حفلة نوال وأحلام)، وأنا إنسان بسيط استمتعت بمجالسة بعض الشباب السعودي في بر الرياض البارد الجميل، وتناولنا مع بعض (أكلة حاشي) مع شاي على جمر ونغمة عود تحت سماء ممتلئة بالنجوم.

هذه هي نجد موطن ومنبت فطاحلة الشعر، ففيها كُتب: «الشعر في نجد له العجب، اقرأ شعر امرئ القيس إذا شرب، والأعشى إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب، وابن كلثوم إذا غضب)، هي حضارة وثقافة مستمرة منذ آلاف السنين.

أرفع عقالي تحية للهيئة السعودية للسياحة التي راعت عند صياغة المنتج السياحي أن يكون بشكل متكامل

حقيقة أرفع عقالي تحية للهيئة السعودية للسياحة التي راعت عند صياغة المنتج السياحي أن يكون بشكل متكامل متناسب مع مختلف الأذواق والطبقات، ناهيك عن العنصر البشري السعودي الذي يمثل السر الحقيقي وراء نجاح الموسم، فالهوية السعودية حاضرة في كل زاوية من الأنشطة، فهم أصحاب الأفكار، وهم من يعكفون على تطبيقها، وهم من تشاهدهم في الواجهة وخلف الكواليس، كل شيء أصلي غير مزيف، وأبناؤهم هم من يروجون للسعودية.

الذي أعجبني في موسم الرياض أنه منح الشباب فرصة لتقديم أنفسهم من خلال صناعة أفكار، وتقديمها عبر منتجات متعددة بروح سعودية، وجدت الدعم والتشجيع فأحسنت تقديم نفسها، وإثبات وجودها، مما أتاح لهم فرص عمل وبيع منتجاتهم (امتلأت الشنط بها).

هذه المواسم ساعدتهم على تبادل الخبرات، وعيش أجواء عالمية، وحرص القائمون على هذا الموسم على إشراك القطاع الخاص لكي يكون شريكاً في الربح والنجاح، كما أن وجود استراتيجية واضحة وتكاملية بين جميع القطاعات كانت من وجهة نظري أحد أهم الأسباب في ارتفاع مؤشر السياحة في المملكة.

موسم الرياض اختصر سنوات كثيرة وجهوداً جبارة لتقديم السعودية الجديدة، وكيفية التعايش مع الآخر، وتقبل الانفتاح على الآخرين، من أجل أن يؤثروا ويتأثروا بالثقافات الأخرى، خاصة أن الثقافة السعودية وجذورها قوية وراسخة فيهم، بحيث استطاعوا تصدير ثقافتهم للجميع.

انظر إلى السوشيال ميديا والمؤثرين فيها ليخبروك أن القوة الناعمة للسعودية انتشرت، وهذا هو النجاح الحقيقي للسعودية الجديدة.