الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

وهم عيد الأم

احذر... هذه السطور تسير ضد التيار... مجرد تحذير كي تتمعن في فهم ما أريده من كتابتها

وبعيداً عن المشاعر الجميلة والعواطف الفياضة، وأعلى درجات النبل والإنسانية في التعاطي مع فكرة الأم ومكانتها الروحية والنفسية، فهذا ليس هو مقصد الحديث.

فما سيتم سرده في هذا المقال لا يقلل -لا سمح الله- من مكانة مزروعة ومنقوشة في القلوب ومشاعر فطرية لا فكاك منها أن الأم هي العطاء وهي نهر لا ينضب من الخير.

لندخل في صلب الموضوع ونحدد عدة نقاط من خلالها نجيب عن السؤال: لماذا يعتبر عيد الأم مناسبة كريهة ومقيتة ووجودها على هذا النحو الابتزازي والاستفزازي إنما هو ضرب من ضروب الخديعة والاستثمار الشيطاني في مشاعر البشر وكأن صاحب فكرة هذا اليوم هو شخص سادي يتلذذ بآلام الناس... ولنبدأ:

- تحديد يوم بعينه يتعارض مع فكرة أن جميع أيام العام للأم للبر بها وانتهاز الفرص لإرضائها وتقبيل قدميها.

- المبالغة في تعظيم دور الأم تسفه بالتوازي من دور الأب الذي يقامر ويغامر بأعز ما لديه من عمر وشباب وصحة من أجل أسرته ولا ينال ربع هذا البر.

- اليوم تحول مع الوقت إلى طاقة معايرة واستفزاز من الدرجة القصوى لكل يتامى الأرض، وصارت هذه الساعات تمر بطيئة سوداء.

- أغنية (ست الحبايب) للرائعة «فايزة أحمد» قنبلة موقوتة، فلا تخدع نفسك واعترف أن هذه الأغنية الكئيبة الحزينة هي أسوأ ما غنت، وأن جميعنا يمتعض من مجرد طلعة اللحن الأولى ومعظمنا يبكي من سماعها، حتى من لم يفقد أمه... تجده يشعر بغصة ما في قلبه بمجرد سماعها، ثم تدمع عيناه ولا يدري لماذا!!

- اليوم استثماري مادي من الدرجة الأولى، وبه يقصم ظهر الرجال حين يحدث التنافس ويتحدى كلا الزوجين الآخر في رفع ثمن وقيمة هدية عيد الأم لتطاول الأخرى، ولا يستفيد منه إلا تجار الملابس والأجهزة الكهربائية والسلع المعمرة، ولن أقول محلات الزهور وكروت المعايدة وقوالب (الكيك) والحلوى لأن تلك السلوكيات اللطيفة هي أروع ما في هذا اليوم.

- يقضي الشخص الذي توفيت أمه منذ عام أو أقل أسوأ لحظات عمره، وعليه أن يتحمل ضغط اليوم واستفزازات البشر من حوله ومعايداتهم وتهانيهم، مجتراً ذكرياته مع أمه الراحلة، ومبتلعاً آلامه وحابساً دموعه.