الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حرّاس بيوت الله.. قصص تُروى

هل تتذكرون القصص التي تروى عن أشخاص يذهبون إلى بعض البقالات، ويطلبون دفاتر حسابات أناس فقراء، ثم يقومون بسداد ديونهم؟

بنفس المبدأ لدينا إخوة يعملون في خدمة المساجد. سألت بعضهم عن رواتبهم، وللأمانة هي رواتب متدنية جداً، والتي تقل عن راتب خادمة في بعض منازلنا، ومطلوب منهم أن يدفعوا أجرة السكن والأكل والشرب، وأن يرسلوا لأهلهم ويصرفوا على أنفسهم وسط هذا الغلاء؟

بعض شركات التنظيف تحرق الأسعار لتحصل على مناقصات تنظيف المساجد، وهذا الحرق ينعكس على رواتب ضعيفة جداً على العمالة التي تسهر على رعاية بيوت الله!

إذا لم يتقِ أصحاب هذه الشركات الله في عمالهم، فليس أقل علينا من أن نتقي الله فيهم بمساعدتهم بما تيسر من دريهمات قليلة كل أسبوع تساعدهم على الترفع عن ذل الحاجة، خاصة أنهم يرعون أطهر البقاع على وجه الأرض.

هؤلاء أناس غَربتهم لقمة العيش عن بلادهم، فبأي وجه حق لا تصرف رواتبهم أو تتأخّر أو تُنتقص، ولذلك فإن متابعة هذا الملف واجب علينا

إن لم يتقِ أصحاب الشركات الله في عمال المساجد، فليس أقل علينا من أن نتقي الله فيهم

قبل كل صلاة، يبدأ عملهم بتنظيف المسجد وتوفير المنظفات والمناديل للمصلين، بالإضافة إلى الالتزام بتوضيح مناطق الصلاة ومسافات التباعد، وبعدها تنظيف دورات المياه وتهيئتها للوضوء، وهكذا يتكرر العمل 5 مرات في اليوم والليلة، إضافة إلى متابعة أوضاع المسجد، ومراقبة محيطه، وحمايته أحياناً، والتصدي لأي محاولة عبث أو تخريب إن وجدت.

هؤلاء العمال يتعاملون مع مختلف البشر، فبعض المصلين يطلبون فتح مكبر الصوت أو أجهزة التكييف، وآخرون يطلبون عكس ذلك، وبعضهم يدخل للوضوء أو لقضاء حاجته فيتسبب في فوضى، هذا غير إزعاج الأطفال للمصلين في المساجد، والمشاحنات مع بعض أولياء الأمور.

أحياناً يخصم من رواتب هؤلاء العمال بسبب تعطل السيارات التي تنقلهم لضعف إمكانيات الشركات المسؤولة عن خدمات بعض المساجد ويتم محاسبتهم على شيء لا دخل لهم فيه.

إنها حياة كاملة في بيوت الله، لكنها لا تخلو من المفارقات والمشاكل.. ربما لم ينتبه إليهم أحد، وربما يعتقد آخرون أنهم هامشيون لا دور لهم.. لكنهم في الحقيقة فئة مهمة تعمل بأجر زهيد في صمت، وتكد من أجل لقمة عيش حلال.. إنهم حراس بيوت الله، ومساعدتهم أقل ما يجب علينا فعله، فـ«الراحمون يرحمهم الرحمن».