أحياناً يتعبنا كل شيء حتى ذلك الشيء الذي يريحنا، وأحياناً يريحنا أي شيء حتى ذلك الشيء الذي يتعبنا، وأحياناً لا ندرك الفرق بين الوحدة والعزلة! فالوحدة هي شعور داخلي سلبي وإجباري أي يشعر به الفرد رغماً عن إرادته وإن كان محاطاً بالآخرين، أما العزلة فهي واقع خارجي إيجابي واختياري أي وفقاً لرغبة الفرد في انعزال العالم ومصادقة ذاته ولا تحدث إن كان محاطاً بالآخرين، ولذلك من أضاعك عن قصد لا تدعه يجدك ولو بالصدفة! حسناً عن نفسي قررت الرحيل ولكن المشكلة أنني لم آتِ من الأساس!! يا إلهي أن أعشق الموسيقى.. تلك هي عزلتي! وربما مأساتي ومرساتي ومواساتي!
ولد (أبوبكر سالم بلفقيه) في 17 مارس 1939، وتوفي في 2017، كما كتب أول أغنية له من كلماته عند بلوغه الـ17 من عمره، ليبقى الرقم (17) قسمة إلهية حددت بأمره عز وجل موعد موهبته وموته وميلاده، وهكذا عاش المغني والأديب والعازف والملحن وكاتب الأغاني 78 عاماً حقق فيهم جميع الأحلام وكل الأماني.
لعل أهم ما حصده (أبوبكر سالم) من هذا العالم، هي جائزة منظمة اليونسكو كثاني أحسن صوت في العالم
(أبوبكر سالم) سعودي الجنسية من أصل يمني، وبالتحديد حضرمي بعشقٍ صنعاني وعدني، توفي والده وهو يافع فافتقد حنان الأبوة، وكان وحيد أبويه فافتقد حنان الأخوة، حيث لم تتزوج والدته عقب وفاة زوجها وعكفت على رعاية ولدها الوحيد، إلى أن كبر واشتد عوده وأصبح نجماً يسطع من بعيد، في بداية مشواره عمل معلماً للغة العربية، ثم ما لبث أن أبدى اهتمامه بالأغنية الطربية، فقد اشتهر في صباه كمنشد رائع للأناشيد والموشحات الدينية، حيث تعلم على يد عدد من أقاربه القرآن الكريم ومبادئ العلوم الأساسية، بالإضافة إلى أنه كان مُولعاً بالأدب والشعر والغناء، بعيداً عن الهم والهرم والعناء، ولديه ديوان شعري سماه «ديوان شاعر»، مليء بالأحاسيس المختلفة وأسمى المشاعر، ولا عجب بأنه حصل على لقب رفيع و«برستيجي»، وهو «أبو الغناء الخليجي»، ولذلك حصل على العديد من الأوسمة والجوائز والتكريمات الفنية، ومنها «الكاسيت الذهبي» من إحدى شركات التوزيع الألمانية، ولعل أهم ما حصده (أبوبكر سالم) من هذا العالم، هي جائزة منظمة اليونسكو كثاني أحسن صوت في العالم، وأيضاً أُصدر طابع بريدي في اليمن يحمل صورته واسمه، لكي يتذكر الجميع مدى أهمية فنه الفريد وكثافة علمه، ومن أهم أعماله التي من كلماته وألحانه وغنائه (أنا يا قلبي، 24 ساعة، في السماء غيم، غدر الليل)