الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لا حرية تعبير هناك

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بعد شرائه أسهم تويتر مقابل 44 مليار دولار عن بداية عصر «حرية التعبير المطلقة» في فضاء تويتر على حد تعبيره، الغريب في ردود الفعل على هذا الموضوع جاءت من المتحدثة باسم البيت الأبيض التي أعلنت قلقها من تعاظم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وتويتر على حياة الناس في العالم، فيما استاءت عدد من المنظمات من تحول تويتر وباقي المنصات إلى ساحة للتنمر والكراهية وإيذاء الآخرين.

لطالما تشدق الغرب على وجه الخصوص بحرية الرأي والتعبير، وعمل على انتقاد الرقابة التي تفرضها بعض الدول، وكثيراً ما طالب الغرب والمنظمات الإنسانية بحرية التعبير والدفاع عنها حتى عندما تكون حرية التعبير مكرسة للهجوم على الأعراق والمقدسات الدينية واستهدافها بأبشع الألفاظ والصفات.

ويبدو أنه ليس من الغريب أن يكون الكيل بمكيالين حاضراً بقوة عندما تكون الأمور عكس ما تشتهي الدول العظمى والمنظمات المسيرة التي تدعي أنها مع حرية الإنسان، فتلتزم الصمت عندما يُهاجَم الإسلام والمسلمون، وتُمثل دور الأطرش في مواقف إنسانية محزنة لا تعتبرها مهمة، بيد أنها تعتبر حرية التعبير منتهكة وغير حضارية في حال تصادمت مع أهدافهم، وتدعو إلى محاسبة كل من ينتهك الأعراف التي يؤمنون بها ويقدسونها.

حرية الرأي المطلقة مفسدة ما بعدها مفسدة، فهي تدعو للإساءة والرذيلة، وتشجع على التنمر، وتهدم المجتمعات

حرية الرأي المطلقة مفسدة ما بعدها مفسدة، فهي عندما تكون بيد شياطين الإنس تدعو للإساءة والرذيلة، وتشجع على التنمر، وتهدم المجتمعات، وتنشر الفساد، وتساهم في إشاعة الفوضى، وتثير القلاقل والفوضى.

وعلى الرغم من أني تعرضت للملاحقات القانونية عدة مرات بشكاوى استندت على مقالات وتغريدات يمكن تصنيفها على أساس أنها قضايا رأي، إلا أنني لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أقبل بوجود حرية تعبير تسمح لي أو لغيري بتجاوز الخطوط الحمراء اجتماعياً ودينياً وسياسياً.

خير الأمور الوسط، لا إفراط ولا تفريط، هذا ما تعلمناه في ديننا الحنيف، لذلك لا يمكن أن نعيش في مكان متشدد يحرم كل أنواع الرأي ويعتبرها من المحرمات والموبقات فتكون الحياة عبارة عن سجن للأفكار وتكميم للأفواه، في المقابل لا نقبل أن نسمح لأي كائن كان أن يعتبر الإساءة والتطاول والتحريض نوعاً من أنواع حرية التعبير.