الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مثقفون بين نكون أو لا نكون «2»

أصدرت القمة العالمية للحكومات أحدث تقاريرها المعرفية بالتعاون مع «كيه بي إم جي» وطرحت فيه أحدث 5 حلول تفتح أبواباً جديدة للصناعات الإبداعية عالمياً، والتي تشمل النشر والموسيقى والسينما والمهن الحرفية والتصميم، وفنون الأداء، والفنون التشكيلية، وقطاعات الأفلام والتلفزيون، والوسائط المتعددة، والألعاب الإلكترونية وغيرها، وقد أدركت حكومة الإمارات أهمية هذا القطاع في رفد الناتج المحلي الإجمالي، فأطلقت استراتيجية وطنية خاصة بها وصندوق التنمية الثقافية، الإمارات الأولى عربياً والثانية عالمياً في مجال السلع والخدمات الإبداعية، وفي السادسة عالمياً في مؤشر صادرات السلع الإبداعية وفقاً لنتائج مؤشر الابتكار العالمي 2021، وفي دبي وحدها ارتفعت مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في الناتج المحلي للإمارة 2.6% في 2018 إلى 2.7% في 2019، بينما عملت أبوظبي على الاستثمار في هذا القطاع بإجمالي نفقات تتجاوز 30 مليار درهم إماراتي.

إنشاء وإعداد قاعدة بيانات للكتاب والأدباء والمثقفين الإماراتيين وإتاحتها لجميع المؤسسات الثقافية

التقرير المعرفي أوصى بالاستماع إلى التحديات المشتركة في هذا القطاع والفئات المرتبطة به، وخاصة من المبدعين في القطاع الخاص والتأمل فيها ومعالجتها، وإلى جانب التمكن من أدوات المعرفة تبقى عملية التمكين البشرية هي صلب النجاح، وكنت قد ذكرت في المقال السابق بأنني سأطرح بعض التوصيات التي طالب بها مثقفون إماراتيون في صالون موزة غباش الثقافي، و في مقدمتها إنشاء وإعداد قاعدة بيانات للكتاب والأدباء والمثقفين الإماراتيين، وإتاحتها لجميع المؤسسات الثقافية، مع ضرورة وضع عملية مركزية لتحديثها تحت مظلة وزارة الثقافة والشباب، وقيادة الوزارة لمبادرة وضع تقويم ثقافي يجمع أنشطة المؤسسات الثقافية المختلفة على مستوى الدولة، فضلاً عن وضع أجندة للقضايا الوطنية التي تحتاج دعماً ثقافياً وإتاحتها للكتاب لتناولها في أعمدتهم الصحفية وإصداراتهم الأدبية.

ورأى الشباب المثقف حتمية العمل على صناعة نماذج وشخصيات تحترف الثقافة، كتابةً وإعلاماً ودراسة وأيضاً صحافة، ويسند العمل إلى المؤسسات الثقافية، إلى جانب العمل على تهيئة الساحة الفكرية للسجال الثقافي، فالصفة الغالبة الثقافة الأدبية، والساحة بحاجة لتعزيزها بتيارات وأفكار متخصصة، حتى نحقق صراع التأويلات بحسب تعبير بول ريكور، وكذلك تجسير التواصل بين الرواد والشباب، وربط الشباب الإماراتيين والمفكرين العرب الفاعلين في خارطة الفكر العربي. ومن المهم تفريغ الباحث الإماراتي، حيث إن الساحة الثقافية بحاجة إلى توثيق تراث وأدب دولة الإمارات.

وبالحرف أنقل على لسان الشاب المثقف الطموح غيث حسن «الثقافة بذل فردي، وشغف أصيل يتحرك في حدود المبادئ، ليحقق سعادة المجتمع ومجده»، والمثقف بحسب سارتر الشخص الذي يدس أنفه بكل شيءٍ.