الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نهاية المحيط

بدأت الكاتبة النرويجية «مايا لوندي» الكتابة بعد سن الأربعين، ثم مضت بسرعة كبيرة في اتجاه العالميّة، وقد حظيت روايتها «تاريخ النحل» بشهرة فائقة، إذ سرعان ما أصبحت الأكثر مبيعًا وأصبح تداولها بين أيدي عشرات الملايين من القراء تدشينًا لكاتبة بارزة.

تمت ترجمة الرواية إلى العربية بعنوان «حين اختفى النحل»، وهى رواية خيالية مستقبليّة تحذِّر من التحوّلات البيولوجية الخطيرة التي تحدث كل يوم دون انتباه إلى أن ذلك قد يهدر وجود الإنسان نفسه بعد أقلّ من قرن.

إن «مايا لونده» واحدة من نجوم معرض فرانكفورت الدولي 2019، وهي بصدد إعادة نشر كتاب بداية عام 2020 بعنوان «نهاية المحيط».


ربما لا ينتبه كثيرون إلى أن التغيرات الأيكولوجية الواقعة في عالمنا قد نالت من كل مكان تقريبًا، وأن الاحتباس الحراري قد يدفع إلى ارتفاع مستوى المياه في المحيطات إلى مترين أو ثلاثة أمتار بنهاية القرن الحادي والعشرين، وهو ما يعني غرق العديد من المدن وبعض الدول غرقًا كاملًا، ثم إنه سوف يدفع إلى العالم بمناخ جديد وكائنات جديدة لم يعرفها الإنسان بعد.


إن مساحة الحيطات تشكل (71%) من مساحة كوكب الأرض، وتصل مساحة المحيط المتجمد الشمالي إلى (15) مليون كم2، وأما المحيط المتجمد الجنوبي فيصل إلى (21) مليون كم2، وتصل مساحة المحيط الهندي إلى (70) مليون كم2، بينما يصل المحيط الأطلنطي إلى (85) مليون كم2، أما المحيط الهادي - أكبر محيطات العالم - فيصل إلى (161) مليون كم2، ويقول العلماء إن ما تم اكتشافه علميًا من إجمالي المحيطات على الأرض لا يتجاوز (5%) فقط، بينما أغلب المحيطات لاتزال بمثابة بحر الظلمات التى لا نعرف عنه أي شئ.

وبينما يدرس علماء الكائنات البحرية قرابة ربع المليون كائن بحري، يؤكد العلماء أن هناك (2) مليون كائن بحري يعيش في أعماق المحيطات لا نعرف عنها أى شيء، كما أننا لا نعرف الكثير عن طبوغرافيا قاع المحيطات، من جبال شاهقة ووديان عميقة، ذلك أن الاعتقاد القديم بأن قاع المحيطات هي مناطق مستوية لم يعد صحيحًا، بعد أن أصبح واضحًا أن قاع المحيطات يشبه سطح الأرض، وأن الكثير منها هو بمثابة جغرافيا وعرة للغاية ولايزال من الصعب سبر أغوارها.

تواجه المحيطات في الأعلى أيضًا مشكلة كبيرة من جراء التلوث البيئي، وزيادة أحجام المخلفات البلاستيكية التي لا يذوب معظمها في الماء، كما أن ما يتحطم منها تأكله الأسماك لتصل في نهاية المطاف إلى الإنسان.

يرمي الإنسان (8) مليون طن بلاستيك سنويًا في المحيطات، وإجمالي النفايات التي رصدتها مؤسسات بحثية حتى الآن تتجاوز (100) مليون طن، وقد تجمع بعضها على مساحة (1) مليون كم2 أي ما يعادل مساحة عدة دول في أوروبا.