الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تغيير زاوية الرؤية

منطقة «المريجة» في قلب الشارقة وجهتي كلما ذهبت إلى معهد الشارقة للفنون المسرحية، حينها أكون على الأغلب منشغلة بالطريق ثم بإيجاد موقف للسيارة، وعيني على الساعة مخافة أن أتأخر عن موعد العرض أو افتتاح الندوة أو غير ذلك من الأنشطة المسرحية، سنوات بقيت على هذا الحال، ولكن!!.

ذات مرة، أُضْطُرْرتُ للذهاب سيراً على الأقدام، اخترقت الشوارع، ودلفت إلى منتزه الرولة المعروف، حيث تكثر على الجانبين المطاعم والمقاهي والمحال على تنوع بضائعها، فهناك الملابس والحقائب والقرطاسية وغيرها، المارّون من كل الجنسيات والألوان والأزياء، يتحدثون عدة لغات، عالم من السحر رأيته لأول مرة، رغم أنني مررت من هنا ألف مرة، ولكن هذه المرة كنت راجلة، فكل ما استجد أنني غيرت زاوية الرؤية، فكان الفارق كبيرا.

أحياناً يستهويني وأنا أسير في طرقات وشوارع الشارقة أو دبي، أن أتقمص شخصية سائح يزور الإمارات لأول مرة، أغسل ذاكرتي وأبدأ من أول السطر، حيث أتنبه لأمورٍ لم تكن تسترعي انتباهي في العادة، تدهشني أشكال مصابيح الإضاءة في بعض الشوارع، تعجبني تصاميم المباني كما أرى في بعضها توأمة مع مدن أخرى زرتها، يبهرني نظام المرور الذي قلما وجدته في الدول العربية، حتى الأسوار المحيطة بالمؤسسات المعروفة، وكذلك تصاميم المباني الحكومية والرسمية، وتنوع قباب المساجد ومآذنها، الشوارع لم تتغير عما هي عليه، الذي تغير هي زاوية الرؤية.


حتى على مستوى العلاقات، فإن تغيير زاوية الرؤية يُحدث العجائب، فعندما أنتعل حذاء الآخر حب التعبير الإنجليزي، أجد له المبررات وأتسامح.