السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

التفكير أساس التعليم

لا يستطيع أحد إنكار الحقيقة التي تقول: شخصية الإنسان تتأثر بشكل كبير بالتربية التي نشأ عليها منذ الصغر، خاصة أيام دراسته، ولا يكاد يوجد إنسان درس في مدرسة إلا ولديه مواقف عالقة في ذاكرته مع مدرسيه سواء بالسلب أو الإيجاب.

وفي كثير من الدول ـ المتخلفة ـ يُعتبر الطفل بمثابة أداة يجب تطويعها للأجندات الضيقة لتلك الدول، وهو لا يعدو إلا أن يكون إجراماً في حق هذا الطفل البريء، الذي توأد ملكة التفكير لديه وشخصيته المتفردة، ويتحول إلى ما يشبه الآلة ونسخة مكررة من بقية أقرانه وأساتذته.

التعليم الحقيقي والمحترم هو ذلك الذي يكون مبنياً على تعليم الطفل وتزويده بالمعرفة وكل المهارات التي تنمي لديه ملكة التفكير، وتساعده بأن يكون صاحب رأي مستقل لا أن يكون متلقناً لقناعات من سبقوه.


الملاحظ أن بعضاً من المدرسين يعتبر الطالب الطفل مجرد صلصال، والواجب عليه أن يقوم بتشكيله وقولبته وفقاً لقناعاته، ويصبح قالباً مكرراً من مدرسيه.


المدرس الجدير بالاحترام والتقدير هو من يسعى إلى بناء الطفل على حب ما يريد هو لا ما يريده المدرس، والتعليم الحقيقي هو ذلك الذي يُشعر الطالب بالسعادة بدلاً من إحساسه بأنه مقيد ومحاسب على كل حركة يقوم بها.

تكليف الطلاب بالأعمال الفصلية الكثيرة والواجبات الثقيلة لا يفسح المجال للتفكير، وهو ما يثقل كاهل الطلاب وينفرهم من الدراسة حتى الأذكياء منهم.

لا يمكنني في النهاية إلا أن أتفق مع الفيلسوف الإنجليزي «برتراند راسل» في قوله: «إن التعليم لا ينبغي أن يستهدف معرفة لحقائق ميتة، ولكنه نشاط موجه نحو العالم الذي نبذل جهدنا لإنشائه».