الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نزيل الزنزانة رقم 10

هكذا قال أورهان باموق عن لحظة الزلزال العظيم الذي ضرب تركيا عام 1999، أو بما سمي بزلزال «أزميد»، بأنه: «رغم رعب وخوف الناس، فقد شعروا أيضاً بأنهم تطهروا من الإثم، كما قد يشعرون بعد أداء شعيرة دينية»، هذا الشعور باغتني تماماً وأنا أقرأ سيرة الملازم أحمد المرزوقي في كتابه «تزممارت الزنزانة رقم 10»، الكتاب يتحدث لا عن حلم وإنما عن حقيقة، تمنى كاتبها أن تكون مجرد طيف من الأحلام، الكتاب الذي كان يتحدث فيها المرزوقي عن عام 1971 حينما وجد طلاب مدرسة أهرمومو العسكرية أنفسهم متورطين في محاولة انقلاب على ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، من دون آن يكونوا على علم بما يفعلونه، إذ تم إيهامهم بأنهم سيقومون بمهمة هدفها محاصرة عناصر ثورية احتلت بنايات عدة في قرية الصخيرات.

فتوجه الجميع إلى القصر الملكي وبدأوا بتنفيذ أوامر الكولونيل امحمد اعبابو، مطلقين الرصاص ومقتحمين القصر، ليفاجأوا أنهم خدعوا، وأن ما يفعلونه هو محاولة انقلاب.

لا أستطيع أن أشرح للقراء شخصية المقدم امحمد اعبابو، فهي تحتاج إلى صفحات كثيرة، حيث كان له التأثير الأعظم أن يقود طلبته ليقوموا بتنفيذ خطة يجهلون ما هيتها وما أبعادها، لكن قوة تأثير القائد دفعت الطلاب لفعل ما يطلبه منهم، حيث أشار أحمد المرزوقي إلى أن اعبابو كان مزيجاً غريباً من الصرامة الشديدة والسحر الآسر.


كتب المرزوقي الكتاب كما يبدو لكي يتطهر من الإثم الذي لحق به، من الزلزال الذي قاده لكي يكون سجيناً لـ 18 عاماً بسبب مدير مدرسة عسكرية.