الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الفتاوى العابرة

حكمة ديننا الإسلامي احترامه للاختلاف وتبنيه التنوع السليم، والتجديد حسب الزمان والمكان، وهذا لا يعني الفرقة والتنازل بقدر دعوته إلى اجتناب التعصب والتطرف في السلوك، من خلال محاكات العصر والحداثة عن طريق تجديد الخطاب الديني المستمر.

ما دعاني لكتابة هذا المقال ما وجدته من انتشار فتاوى شاذة وجامدة في منطقتنا، ولكنها قد تكون صالحة لغير زماننا ومكاننا، والمحزن أن ناشري هذه الفتاوى غلبا ما يتقوقعون في أراءهم معتقدين أنهم ملكوا العصمة، ونتيجة لذلك يصطدمون مع الحداثة وينفرون الناس من الدين.

ولم يفقهوا إدراك الشيخ الجليل الشافعي لذلك ليغير بعض اجتهاداته لتناسب المكان أو الزمان رافضا فكرة أن الفتاوى الدينية جامدة لا تتغير، ولكن جمود عقل المتلقين لا يزال حاضرا في مجتمعاتنا، لما كرّس في أذهانهم إننا نعيش زمن الفتنة والتحريف فبنوا بذلك نظريات المؤامرة والكثير من الجدران في حياتهم فأصبحوا حبيسيها للأسف.


ورغم كل التنبيهات والخيارات التي يوفرها إفتائنا في الدولة وانفتاحه على المذاهب المختلفة للإجابة عن الأسئلة المطروحة، إلا أن هناك فئة متعصبة لبعض المشايخ العابرين للحدود بدراية أو من غير دراية، وهذا لا يعفيهم من الخطأ.


ولعل أخر تنبيه صدر من الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي داعيا الأقليات المسلمة الالتزام بالدساتير والقوانين التي تحكم بلدانهم، وعدم تلقي الفتاوى الدينية من جهات خارجية لا علاقة لها بظرفيتها المكانية.

ولعل مستهلكي وسائل التواصل يعملون ما نُشر مؤخرا من دعوة شاذة تدعوهم للخروج على أنظمتهم، ولعل أهواء هؤلاء تتغير بعد مدة ويستخدمونكم!.