الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أرجوك لا تقرأ شخصيتي سريعاً

بعد أن تركتني وجدَتني لا أرغب في الحديث معها مرة أخرى، وكأني أقول لنفسي أن هذه هي آخر مرة يمكن أن نلتقي بها، ثمة أمور في حياتنا الاجتماعية تحتاج إلى إعادة هيكلة، نحن فعلاً بحاجة إلى ثقافة في الصداقة والسفر والتعامل مع الغرباء، وحتى ثقافة في التعامل مع الموظفين الذين يخدموننا في القطاع العام.

كنت أدون دائماً الاحتياجات الثقافية العامة التي نحتاج إليها، ووجدت أننا نجهل الكثير، مثلما حدث معي، حينما قررت صديقة جديدة أن تقرأني دون أن أطلب منها، وكأنها تعرفني منذ سنوات، رغم أن علاقتي بها لا تتعدى العامين، ولم تكن علاقة عميقة سوى أنها قدمت لي نصائح حانية أثناء فقداني لوالدي.

قررت الصديقة الجديدة أن تقرأ شخصيتي، وقد شعرتُ أنني لم أستطع أن أجعلها ترى الجمال الحقيقي الذي بداخلي، جل ما استطاعت أن تراه التشوهات التي كنت أريها إياها، وهذا أكبر خطأ نقع فيه، حينما نظن أن البعض حضناً آمناً لمشاكلنا، فنفرغ كل ما يطوف بحياتنا، دون أن نعلم أن مثل هذه الأمور ما هي إلا مرحلة استكشاف، يجد البعض بها لذة عميقة لأن يشعر بأنك شخص غير كامل كما يظن ويعتقد، وأنك تفتقر إلى الكمال وملئ بالتوتر والقلق والأخطاء.


أختر دائماً من تحتضر أمامه، من تبكي وتلوم نفسك على أخطائك، وإذ لم تجد من تكون أمامه كما تريد أن تكون، أبتلع همومك وغضبك وألمك، فليس كل ما نمر به يحتاج إلى فضفضة أو يد حانية تطبطب عليك، لكن لا تدع أحد يقرر أن يقرأ شخصيتك كما يريد لمجرد أنك ارتحت إليه ذات مرة وانكشفت عيوبك أمامه.